فلسطين أون لاين

تقرير السلطة غائبة عن المشهد في "الشيخ جراح"

...
غزة- القدس المحتلة/ محمد أبو شحمة:

بينما تتصاعد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين على أهالي حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، يغيب قادة ومسؤولو السلطة الفلسطينية عن المشهد دون الوصول إلى الحي لمناصرة أهاليه، رغم أن أولئك القادة والمسؤولين يمكنهم الوصول إلى القدس وقتما شاءوا.

وغابت أيضا المواقف الرسمية الداعمة لأهالي حي الشيخ جراح، حيث اقتصرت على البيانات الصحفية، دون اللجوء إلى أدوات عملية، كمقاطعة الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني، والتراجع عن اتفاقية أوسلو.

وعاد حي الشيخ جراح شرقي مدينة القدس المحتلة للمشهد مجددًا، بعد اقتحام عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف "ايتمار بن غفير"، الحي في خطوة استفزازية، وإقامة مكتب له.

ويؤكد الباحث السياسي، ربيع أبو حطب، أن تنكر السلطة عن نصرة أهالي القدس والشيخ جراح، يدلل على الوظيفة الأمنية التي تم إنشاء هذه السلطة من أجلها، ويتضح ذلك من خلال عجز السلطة وأجهزتها الأمنية عن حماية المواطنين في مدن الضفة التي تقع تحت السيطرة الأمنية لهذه السلطة.

ويقول أبو حطب في حديثه لـ"فلسطين": "لا أستبعد أن هذه السلطة التي تعاقب قطاع غزة وتساهم في حصاره منذ سنوات بسبب اختياره في انتخابات 2006، أن يكون تجاهلها لما يحدث في الشيخ جراح هو عقاب من السلطة وقياداتها لأهالي الحي على دعواتهم المتكررة للمقاومة الفلسطينية وقائدها محمد الضيف لنصرة القدس وحي الشيخ جراح".

ويوضح أن الهتافات المؤيدة للضيف تؤكد بوصلة الشعب الفلسطيني تجاه مقاومة الاحتلال، وهو ما يُعد ضربة قاضية لرمزية هذه السلطة ودورها الوظيفي.

من جانبه، يؤكد الكاتب والباحث السياسي، أحمد المغربي أن السنوات الأخيرة كانت مواقف السلطة سلبية في كل القضايا الوطنية الكبرى، ولا سيما تجاه ما يحدث في القدس وتحديداً الشيخ جراح..

ويقول المغربي في حديثه لـ"فلسطين": "تكتفي السلطة بالإدانة الخجولة، بينما لا تفعل شيئًا على الأرض، إذ تستمر بالتنسيق الأمني مع الاحتلال وملاحقة المقاومين في الضفة".

ويؤكد أن أبلغ رد على جرائم الاحتلال ومستوطنيه هو تصعيد المقاومة بكافة أشكالها وإطلاق يدها في الضفة والقدس، لأن من "أمِن العقوبة أساء الأدب".

بدوره، يقول الباحث السياسي، أحمد الأغا: "مع دخول عام 2022، يتضح عدم وجود أفق سياسي للسلطة، مع استمرارها بالتعاون مع الاحتلال، وبرز من خلال اللقاءات الأخيرة بين رئيسها محمود عباس، وقادة الاحتلال".

ويقول الأغا في حديثه لـ"فلسطين": "السلطة عبارة عن جهاز أمني يتحكم فيه الاحتلال، وينفذ سياسته الأمنية، لذلك لن تتحرك في الميدان بالأحداث والقضايا الوطنية وما يحدث في حي الشيخ جراح".

ويوضح أن الاستيطان يتصاعد في الضفة الغربية، وتهويد الأقصى، في المقابل تتعمق السلطة بعلاقاتها مع الاحتلال، وترفض اللجوء للمؤسسات الحقوقية الدولية لمحاكمة الاحتلال.