فلسطين أون لاين

تقرير "راتب البالي".. أصابه الاحتلال بـ5 رصاصات والسلطة تزجه في سجونها

...
صورة أرشيفية
جنين-غزة/ نور الدين صالح:

على مدار أكثر من 34 يوماً، يزجّ جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الشاب راتب البالي (22 عاماً) في سجنه بمدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة، غير آبه لحالته الصحية المتردية الناجمة عن إصابته بعدة رصاصات إسرائيلية في شهر أغسطس/ آب الماضي.

في السادس من يناير/ كانون الثاني وحينما حلّت ساعات المساء، انقضّت مجموعة من عناصر الأمن الوقائي "دون سابق إنذار" على الشاب "البالي" في أثناء قيادته لمركبة سيارة التاكسي، بعدما أوقفته واختطفته بأسلوب وحشي، واقتادته إلى مقرها الواقع في جنين، حسب ما يروي والده رائد (49 عاماً) لصحيفة "فلسطين".

ليست هناك أي تُهمة موجهة ضد "البالي" لكن وقائي السلطة بجنين يتذرع بأنه زجه في سجنه "احترازياً"، خشية على حياته من قوات الاحتلال التي تلاحقه منذ أيام، وهو ما نفاه والده "رائد"، قائلاً: "لم نسمع من قبل أن راتب مطلوب أو مطارد للاحتلال".

ومنذ ذلك الوقت يتمسك وقائي السلطة بذريعة "الخشية على حياة راتب"، ويريد تقديمه لمحاكم صورية من أجل الحصول على إعفاء قانوني، حتى لا يتعرض للاعتقال من قوات الاحتلال، وهذا ما يزيد حالة القلق لدى عائلته، إذ يقول والده: "هذه الرواية غير مقنعة، وأخشى أن تكون هناك علاقة بين السلطة والاحتلال".

ولا يُمكن قراءة هذه المماطلة والادعاءات التي تنسجها السلطة من أجل استمرار اعتقال "البالي" وعدد من الشبان الآخرين إلا في سياق التعاون الأمني، الذي سيُفضي في نهاية المطاف لزجه في سجون الاحتلال، وفق العائلة.

ما يزيد قلق العائلة على ابنها "راتب" هو عدم اهتمام السلطة بالإفراج عنه، رغم تردي حالته الصحية بشكل كبير، حيث يقول "رائد"، إن نجله البكر أُصيب بخمس رصاصات إسرائيلية في الثالث من أغسطس الماضي، في أثناء اقتحام قوات الاحتلال للمخيم، ثلاث منها في يده اليسرى واثنتان في الرئتين.

ويُفيد بأن يد نجله "راتب" اليسرى توقفت عن العمل بشكل شبه كامل، إذ لا يتحرك فيها سوى بعض الأصابع فقط، في حين تعطّلت بقية أعضائها.

وفي أعقاب الإصابة مكث في المستشفى أياما عدةّ وأجرت له الطواقم الطبية ثماني عمليات جراحية ضمن محاولات إصلاح يده اليسرى، والكلام لوالده، وتمت زراعة أعصاب وأوتار فيها.

ويوضح أن الطاقم الطبي استأصل 7 أوتار من قدميه ووضعها في يده اليسرى، "لكن حتى الآن ما زال راتب يعاني، حتى أنها وصلت لمرحلة صعبة جدا".

ويشير إلى أن نجله يعاني مرضا في الرئتين في أعقاب إصابتهما برصاصتين في ذلك الوقت، الأمر الذي يفاقم من حالته الصحية.

ويروي "رائد" وقلبه يكتوي بالخوف والقلق على نجله، أنه ذهب للمستشفى من أجل إحضار التقارير الطبية التي تثبت تردي حالة "راتب" الصحية، وسلّمها للوقائي بغرض الإفراج عنه، "وهو ما لم يتحقق حتى الآن".

ويبين أنه بعد الضغط على وقائي السلطة وإثبات حاجة "راتب" للعلاج بشكل يومي، وعدتهم السلطة بتقديم العلاج له، لكن دون الإفراج عنه في الوقت الراهن، لافتاً إلى أنه يحتاج إلى مرافق بجانبه يعينه على قضاء حوائجه.

ويتحدث "رائد" عن زيارته الأخيرة لنجله "راتب" الثلاثاء الماضي "راتب يعاني أوضاعا صحية ونفسية صعبة جدا، لكنه لا يستطيع التعبير لنا بشكل مباشر".

وفي ظل عدم وجود أي وعود بالإفراج عن "راتب" في المرحلة الراهنة، يطالب والده بقلب مقهور، كل الجهات المعنية وأجهزة أمن السلطة بضرورة التدخل لإنهاء معاناته بالإفراج الفوري عنه، وإغلاق ملف الاعتقالات السياسية بشكل كامل.