فلسطين أون لاين

متابعة إسرائيلية لافتة لـ"معركة وراثة عباس"

لا يخفي المسؤولون الأمنيون في (إسرائيل) قلقهم البالغ إزاء تصاعد ما باتت يسمونها "معركة الوراثة" في السلطة الفلسطينية، المتعلقة بالخليفة المتوقع لرئيسها محمود عباس، في حال غيابه تحت أي ظرف ممكن، سياسيا كان أو صحيا، وينطلق القلق الإسرائيلي من فرضية مفادها أنه إذا لم تتفاهم قيادة فتح على تقاسم مناصب عباس مقدمًا قبل "اليوم التالي" لغيابه، فإن الوضع الأمني ​​في الضفة الغربية قد يتدهور، بعكس المصالح الأمنية للاحتلال. 

يراقب الاحتلال التطورات التي تشهدها فتح ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، من خلال ترشيح عدد من المسؤولين، استعدادا لتعيينهم في مناصب عليا، ضمن اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الذي بدأ أول من أمس الأحد، الذي قوبل بمواقف فلسطينية واسعة رفضا لانعقاده غير الشرعي، بسبب افتقاره لتوافق وطني فلسطيني من جهة، والأخطر أجندته الخاصة بترتيبات اليوم التالي لغياب عباس.

تنشغل المحافل الإسرائيلية بتبعات التعيينات الأخيرة التي أطلقها عباس لمساعديه، وما أوجدته من معسكرات متعارضة داخل فتح ذاتها، الأمر الذي لم يعد يخفى على أحد في الشارع الفلسطيني، مع العلم أن عباس لم يحدد آلية متفقًا عليها بين قادة فتح لخلافته، فرفض تعيين نائب له، ورغم تقدمه في السن (86)، ولا يزال يمسك بزمام السلطة بين يديه.

في الوقت ذاته، يبدو من الصعوبة، وفق التقدير الإسرائيلي، الحديث عن الخطوات الأخيرة التي قام بها عباس عندما حدد خلفاءه المحتملين، بمعزل عن التشاور مع دوائر صنع القرار في (إسرائيل) والولايات المتحدة والدول العربية المعتدلة، رغم أن هذه القرارات أسهمت في تعميق الانقسام داخل قيادة فتح المتطلعة لأن يكون لها دور رئيس في مسألة الوراثة، وتركت حالة من الاستياء الكبير، بزعم أن المرشحين المحتملين المتداولة أسماؤهم حصلوا على مواقع لا يستحقونها. 

صحيح أنه لا يجرؤ أي عضو بارز في فتح على التحدث بصوت عالٍ ضد هذه التعيينات، لكن المعارضة في صفوفها تتحضر بالفعل على الأرض لـ"اليوم التالي"، ما يسلط الضوء على سيناريوهين إسرائيليين اثنين: أولهما تقاسم السلطة مؤقتًا بين الأسماء المتداولة بين وسائل الإعلام للسيطرة على أربعة مواقع رئيسة: رئيس السلطة، رئيس منظمة التحرير، رئيس فتح، رئيس المجلس التشريعي، تمهيدا للانتخابات الرئاسية. 

أما السيناريو الثاني فيتمثل بأن تدور معركة الخلافة على الأرض، يكون المنتصر فيها هو الحاكم الفعلي حتى تهدأ المنطقة، وتجري انتخابات رئاسية، ما سيستغرق وقتًا طويلًا، وهو ما يقلق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، لأن هذا السيناريو سيزيد من الفوضى الأمنية في الضفة الغربية، فبعض مدن الضفة الغربية تشهد فوضى أمنية، ولا يزال عباس على قيد الحياة، فكيف سيكون الوضع الأمني بعد غيابه؟