فلسطين أون لاين

الشهيد "أبو شخيدم".. الاحتلال يلاحقه بهدم بيته وتشريد أسرته

...
قوة من جيش الاحتلال تهدم منزل أبو شخيدم
القدس المحتلة-غزة/ أدهم الشريف:

"مهما فعلوا وارتكبوا من انتهاكات، لن ينالوا من عزيمتنا ولن نترك أرضنا".. هكذا عبر حسام أبو شخيدم عن رفض انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق العائلة في مخيم شعفاط بمدينة القدس المحتلة.

وهدمت قوات الاحتلال المدججة بالسلاح، يقدر عددها بالمئات، صباح أمس، شقة الشهيد فادي أبو شخيدم (42 عامًا) في المخيم، وهي ضمن بناية سكنية للعائلة، مكونة من خمسة طوابق.

وكانت سعاد أبو شخيدم، أرملة الشهيد، تقيم في الطابق الرابع من البناية، برفقة ابنيها، وبناتها الثلاث.

وحاصرت القوة الإسرائيلية البناية من كل جانب، وأغلقت الطرقات، وحالت دون اقتراب المواطنين من المنطقة، ونفذت جريمتها.

وبحسب إفادة حسام لصحيفة "فلسطين" فإن عائلته مرت بظروف صعبة لم تعتدها من قبل، وقد مارس جنود الاحتلال العربدة والتنكيل بحقِ أهل البناية لإجبارهم على الخروج منها قبل البدء في هدم شقة الشهيد.

والشهيد أبو شخيدم، ارتقى في 22 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي برصاص قوات الاحتلال خلال اشتباك مسلح اندلع عقب تنفيذه عملية إطلاق نار، أسفرت عن قتل مستوطن إسرائيلي وإصابة ثلاثة آخرين في منطقة باب السلسلة بالقدس القديمة.

وتلا استشهاده سلسلة إجراءات عقابية اتخذتها سلطات الاحتلال بحق زوجته وأبنائه، وأخضعتهم جميعًا للتحقيق، حتى نجله الذي يبلغ من العمر 8 سنوات اعتُقل وتم التحقيق معه. واقتحمت القوات منزل العائلة عدّة مرات، وأزالت جميع اللافتات التي تحمل صور الشهيد المنشورة في أزقة وشوارع المخيم، حتى ارتكبت جريمة هدم شقته السكنية التي ليس لأسرته مأوى سواها.

وبحسب حسام، شقيق الشهيد، فإن قوات الاحتلال قررت في وقت سابق هدم الأجزاء الداخلية من البيت، لكنها امتدت بالهدم ليشمل الجدران الخارجية للشقة، محاولة بذلك تخريبها بالكامل وجعلها غير صالحة للسكن، عدا عن جريمة تشريد زوجته وأبنائه.

"لكننا رغم الانتهاكات والأوضاع الصعبة التي نعيشها، إلا أن ذلك لن يثنينا ولن ينال من عزيمتنا"، كما يقول شقيق الشهيد، مؤكدًا مواصلة العائلة صمودها في وجه جرائم الاحتلال.

ومثل هذه الانتهاكات ترفضها مؤسسات تنشط في الدفاع عن حقوق الإنسان، إذ أكدت منظمة العفو الدولية "أمنستي" في تقرير لها مكون من 211 صفحة صدر أمس، ضرورة معاقبة المجتمع الدولي (إسرائيل) على "جريمة الفصل العنصري" وفرض حظر أسلحة عليها.

وقال الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب: إن سلطات الاحتلال تستغل كل الظروف لممارسة جرائم التطهير العرقي ضد أهالي القدس، وتستند لادعاءات أمنية وأخرى تتعلق بتراخيص البناء أو تنفيذ عمليات ضد قواتها ومستوطنيها.

ونبَّه أبو دياب في حديث لـ"فلسطين" إلى أن انتهاكات الاحتلال هذه تهدف إلى تصفية الوجود العربي في القدس، ضمن سياسة العقاب الجماعي المتبع ضد أهل المدينة المحتلة، بسبب وحدتهم في مواجهة جرائمه.

وبين أن الاحتلال يعمل عبر أذرعه السياسية والأمنية والقضائية على تغير الواقع الديمغرافي في القدس لصالح المستوطنين اليهود على حساب أصحاب الأرض الأصليين.

وأكد أن أهالي القدس يواجهون انتهاكات الاحتلال بصمود جبار رغم الألم والمحن وبطشه وتضييق الخناق عليهم، وأنه لن ينجح في تحقيق أهدافه.