فلسطين أون لاين

تقرير مرضى الربو.. ليالي الشتاء الباردة عدو جهازهم التنفسي

...
غزة/ مريم الشوبكي:

 

مجرد أن تعلن الأرصاد الجوية عند دخول منخفض بارد الأراضي الفلسطينية، تبدأ رانيا شراب استعداداتها لتحصين نفسها من اشتداد أعراض مرض الربو الذي تعانيه منذ طفولتها، تجاهد نفسها بعدم مغادرة بيتها إلا في الحالات الضرورية.

فصلا الشتاء والربيع هما عدوان لشراب، تواجه فيهما أزمة تنفسية عالية تؤرق ليلها، وتؤثر في طاقتها الجسمانية، والتي تدفعها إلى تأجيل كل أعمالها المنزلية، واليومية التي تتعلق بتدريس أطفالها ومتابعتهم.

تخشى شراب الجلوس في مكان فيه مدفأة، حتى لا تصاب بالتهاب في شعبها الهوائية، بسبب الانتقال المفاجئ من مكان دافئ إلى آخر بارد، ولا تنقطع طوال مدة الشتاء عن استخدام بخاخات الربو للتخفيف من أعراض المرض.

تقول شراب لـ"فلسطين": "يبدو أن طفلتي ذات الخمس سنوات ورثت الربو مني، فبمجرد حلول الليل أصاب بالتوتر والقلق عليها بسبب السعال المتواصل المصحوب بصفير، يجعلها تنام بصعوبة بالغة، لأنها تتعرض يوميًّا للهواء البارد وهي في طريقها إلى الروضة".

نوبات ضيق تنفسية

يعرف اختصاصي أمراض الصدرية والباطنة د. أحمد الربيعي مرض الربو بأنه التهاب تحسسي في الشعب الهوائية، ويحدث على شكل نبوات ضيق تنفس، وسعال مع صفير في أثناء التنفس.

ويبين د. الربيعي لـ"فلسطين" أن الربو يصيب الذكور أكثر من الإناث في مرحلة الطفولة المبكرة، ومن عمر 20 عاما يصيب الذكور والإناث على حد سواء، وبعد عمر 40 عاما نسبة السيدات فيه أكبر من الرجال.

ويوضح أن الوراثة تعد سببا رئيسا للإصابة بالربو ولا سيما إن وجد تاريخ عائلي لمرض الحساسية، والجيوب الأنفية، وهناك أسباب مستحدثة تتعلق بالعوامل البيئية، والتلوث، والتعرض لمواد التنظيف، والدهان، والعمل في تربية الطيور، وغيرها من الأسباب.

ويشير الربيعي إلى أن الربو تظهر أعراضه منذ الولادة، مع أول إصابة لطفل بالتهاب فيروسي في الشعب الهوائية، وتختلف حدة الأعراض وشدتها من طفل لآخر.

أعراض الربو

وعن أعراض الربو، يذكر أنه يبدأ بسعال مع بلغم أبيض أو أصفر اللون، وضيق في التنفس مع صفير، وتشتد الأعراض مع ساعات الليل، والفجر.

ويحتاج مرضى الربو إلى علاج مكثف دائم، إذ يلفت الربيعي إلى أن المريض يبدأ باستخدام موسع الشعب الهوائية لتخفيف من شدة الأعراض وليس العلاج الوحيد، بالإضافة إلى تبخيرات كورتيزون، وأدوية أخرى تتفاوت حسب الأعراض وشدتها من مريض لآخر.

وينبه إلى أن مرضى الربو يعانون اشتداد المرض مع تغير الفصول، ولا سيما فصلي الشتاء، والربيع، بسبب الهواء البارد، وحبوب اللقاح من أزهار والتي تسبب الحساسية لهم.

محاذير ونصائح

وينصح اختصاصي أمراض الصدرية والباطنة مرضى الربو بتجنب التعرض للدخان، والغبرة، ومواد التنظيف، والابتعاد عن السكريات التي تضعف من مناعة الجسم، والبعد عن التوتر، وشرب كمية كافية من الماء ولا سيما في فصل الشتاء.

ويحذر من تناول الأطعمة المالحة، والحريفة ليلا، والتي تسبب في جفاف الحلق مع قلة شرب الماء، والتي تصيب مرضى الربو بالتهاب في الشعب الهوائية.

ويحث الربيعي المرضي على لبس الكمامة عند تنظيف البيوت من الغبرة، وتعريض الفراش والأغطية لأشعة الشمس يوميًا، وتغيير الشراشف، والملابس على الدوام لتراكم حشرة العث عليها والتي تهيج الشعب الهوائية.

والمشروبات الدافئة التي تقوي المناعة، مع الابتعاد عن مصادر التوتر، والعصبية، والمتابعة الجيدة من الطبيب الاختصاصي، والالتزام باستخدام البخاخات بطريقة صحيحة، كلها تجنب المرضى من الإصابة بأعراض حادة للربو، وكذلك الابتعاد قدر الإمكان عن فرص الانتقال من مكان الدافئ إلى بارد بسرعة دون شرب الماء، أو غسل الوجه بالماء قبل الخروج، بحسب اختصاصي الصدرية والباطنة.

ويؤكد أن تطعيم الإنفلونزا يجب أن يحصل عليه مريض الربو سنويا، وينصح بأخذ تطعيم كورونا رغم أن الدراسات العلمية أثبتت أن مرضى الجهاز التنفسي في حالة إصابتهم بفيروس كورونا تكون الأعراض خفيفة وتكاد لا تذكر.