فلسطين أون لاين

حارة الياسمينة في نابلس.. حضن المقاومة الدافئ وحاضنتها الشعبية

...
حارة الياسمينة - نابلس
نابلس-غزة/ جمال غيث:

داخل حاراتها ومنازلها المتلاصقة، احتضنت حارة الياسمينة بالبلدة القديمة في نابلس، طوال سنوات النضال الفلسطيني عشرات المقاومين ممن دوّخوا قوات الاحتلال وأجهزتها الاستخباراتية بعد تنفيذهم عمليات عسكرية نوعية.

ومثَّلت حارة الياسمينة، حصنًا منيعًا وحضنًا دافئًا للمقاومين يصعب الوصول إليهم لمراحل طويلة، بسبب جغرافيتها والتصاق مبانيها وبنائها المعماري القديم وضيق شوارعها.

وتقع "الياسمينة" في المنطقة الجنوبية الغربية من البلدة القديمة لمدينة نابلس، وهي واحدة من أكثر حارات البلدة عراقة، ويعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد.

مبانٍ محصنة

ووفق المختص في الشأن العسكري يوسف الشرقاوي، يلجأ المقاومون إلى الاحتماء بحارة الياسمينة، بسبب مبانيها المحصنة والقوية، ولكونها قلعة من قلاع المقاومة.

وقال الشرقاوي لصحيفة "فلسطين": إن توجه المقاومين للحارة، يعيدنا إلى عام 1936م، في انتفاض الأهالي ومشاركتهم في أحداث الثورة الفلسطينية، وانطلاق مجموعات المقاومة في الانتفاضة الأولى عام 1987م، واحتضانها للمقاومين في انتفاضة الأقصى عام 2000م كذلك".

كما أشار إلى تشكل مجموعات عرين الأسود واتخاذ بعض قادتها من الحارة مكانًا للتخفي عن أعين أجهزة أمن الاحتلال.

وأكد الشرقاوي صعوبة الوصول إلى المقاومين في الحارة، غير أن ما تمتلكه قوات الاحتلال من وسائل تكنولوجية وقتالية متطورة سهل في عديد المرات تحديد أهدافهم وارتقائهم شهداء.

اقرأ المزيد: الآلاف يُشيّعون شهداء القسام بنابلس وسط هتافات داعمة للمقاومة

ونفذت قوات إسرائيلية مشتركة صباح أمس، عدوانا عسكريًا في البلدة القديمة أسفر عن استشهاد 3 مواطنين، منهم اثنان نفذا عملية قتل 3 مستوطنات، الشهر الماضي.

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن أكثر من 200 جندي إسرائيلي شاركوا في العملية العسكرية، ترافقهم نحو 50 آلية مصفحة.

ملاذ المقاومين

وأكد منسق القوى والفصائل الوطنية في نابلس نصر أبو جيش، أن حارة الياسمينة تمثل معقلًا للمقاومة وملاذًا المقاومين وحاضنتهم الشعبية.

وأرجع أبو جيش، لجوء المقاومين إلى حارة الياسمين، لكونها محصنة من جميع الجوانب وبيوتها ومبانيها القديمة الضخمة متشابكة ويصعب الوصول إليها، ولا تتأثر بالرصاص بسبب جدرانها السميكة.

وقال لصحيفة "فلسطين": إن محاولات الاحتلال الوصول إلى الحارة سرعان ما ينكشف بسبب ضيق شوارعها، وتعارف أهلها وترابطهم وكشفهم للغريب منذ اللحظة الأولى للدخول إلى الحي".

وأضاف أبو جيش: "أن سلطات تستهدف المكان استهدافًا مستمرًا بسبب رمزيته ولكونه شاهدًا على تاريخ النضال الفلسطيني، ولأنه برز كحاضنة دافئة للمقاومين".

وبيَّن أن سلطات الاحتلال تحاول فرض واقع وسياسة جديدة على مدينة نابلس، وحاراتها القديمة باقتحامها بين الفينة والأخرى وتسيير الطائرات فوقها لمراقبة ورصد التحركات، وتجنيد العملاء لتحديد أماكن المقاومين، وآلية اقتحام الحي والخروج منه بسرعة.

وذكر أن سلطات الاحتلال تحاصر مدينة نابلس، عبر المستوطنات والبوابات الإلكترونية والحواجز التي تنصبها على مداخلها من أجل منع وصول المقاومين إليها والحد من وجودهم.

المصدر / فلسطين أون لاين