طالبت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول وبرلمانات عربية، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف جرائمها في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
وأكد هؤلاء، في بيانات منفصلة تلقت "فلسطين" نسخة عنها، اليوم، على ضرورة احترام سلطات الاحتلال للمكانة الدينية لمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، ووقف الاقتحامات والانتهاكات لباحاته والمصلين فيه.
وأعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة في الشرق الأوسط تور وينسلاند، عن قلقه العميق إزاء ما يجري في مدينة القدس والمسجد الأقصى عقب اقتحام قوات الاحتلال للحرم المقدسي والاعتداء على المصلين واعتقال المئات منهم.
وقال وينسلاند "أشعر بقلق عميق إزاء تدهور الأوضاع في مدينة القدس خلال هذه الأيام المقدسة"، داعيا إلى وقف الانتهاكات في الأقصى.
وأفاد بأن الأمم المتحدة على اتصال وثيق مع كافة الشركاء الإقليميين الرئيسين والأطراف لتهدئة الأوضاع.
ودعا الاتحاد الأوروبي، سلطات الاحتلال، إلى احترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة احتراما كاملا، معربا عن قلقه من التصعيد الإسرائيلي في أنحاء الضفة الغربية المحتلة.
وشدد الاتحاد على ضرورة وقف الجرائم الإسرائيلية ومنع وقوع المزيد من الضحايا المدنيين كأولوية.
وأدانت وزارة الخارجية التركية، بشدة، قتل قوات الاحتلال 7 فلسطينيين خلال الأيام الماضية وإصابة عشرات الجرحى في المسجد الأقصى.
وأكدت الخارجية التركية على أهمية عدم السماح بالاستفزازات والتهديدات ضد مكانة وروحانية المسجد الأقصى خاصة في هذه الفترة الحساسة.
ومن وجهة نظر الخارجية الروسية فإن (إسرائيل) تحاول الاستفادة من الوضع في أوكرانيا من أجل تحويل انتباه المجتمع الدولي عن أقدم الصراعات في العالم الفلسطيني - الإسرائيلي.
وقالت: إن (إسرائيل) تنتهك العديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وتواصل احتلالها غير القانوني وضم الأراضي الفلسطينية.
وأكدت الخارجية الروسية أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين يستمد مساره بتواطؤ ضمني من الدول الغربية وبدعم فعلي من الولايات المتحدة الأمريكية.
هوية عربية وإسلامية
وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من إشعال الموقف في المسجد الأقصى المبارك، محملا المسؤولية لقوات الاحتلال التي تُمارس عدوانا خطيرا على الشعب الفلسطيني ضد حقه بإقامة الشعائر داخل الأقصى في شهر رمضان المبارك.
وأكد أبو الغيط أن الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين تُمثل استمرارا لمسلسل التجاوزات والاستفزازات الإسرائيلية بهدف تقسيم الأقصى مكانيا وزمانيا، "حيث يجري التسامح مع اقتحامات مستمرة لعصابات المستوطنين والمتطرفين، في الوقت الذي يُمنع فيه الفلسطينيون من أداء الشعائر، بما يُهدد بإشعال الموقف على نحو خطير".
وأعرب عن تضامنه مع المقدسيين والفلسطينيين الذين يتصدون بصمودهم لمحاولات تهويد الأقصى، ولمساعي زعزعة الوضع القائم فيه في مخالفة للقانون الدولي.
ودعا أبو الغيط المجتمع الدولي إلى تحمُّل مسؤوليته إزاء هذه التصرفات غير المسؤولة من قبل حكومة الاحتلال، مشددا على أن حق العبادة كفله القانون الدولي، وأن الاعتداءات والاعتقالات الإسرائيلية لن تمنع الفلسطينيين من ممارسة حقهم، ولن تنزع عن الأقصى هويته العربية الإسلامية.
وأدان الأردن، بشدة، اقتحام قوات الاحتلال الخاصة للمسجد الأقصى المبارك، والاعتداء عليه وعلى المصلين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأردنية هيثم أبو الفول: إن "اقتحام المسجد الأقصى المبارك/الحرم القُدسيّ الشريف، والاعتداء عليه وعلى المصلين؛ يُعّد انتهاكا صارخا، كما أنه تصرفٌ مدانٌ ومرفوض".
وحذر أبو الفول من مغبة هذا التصعيد الخطير، محملا سلطات الاحتلال مسؤولية سلامة المسجد والمصلين.
وطالب بضرورة تقيد حكومة الاحتلال بالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال، وفق القانون الدولي الإنساني.
أما المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ، فطالب بتوفير الحماية الكاملة للمصلين والسماح لهم بأداء عباداتهم في المسجد الأقصى الذي يعد وقفا إسلاميا خالصا للمسلمين.
وجدد حافظ التأكيد على رفض العنف والتحريض بكافة أشكاله، بما في ذلك الدعوات المطالبة باقتحام الأقصى خلال شهر رمضان، محذرا من مغبة ذلك على الاستقرار والأمن في الأراضي الفلسطينية والمنطقة.
وخليجيا، اعتبر مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، يشكل انتهاكاً صارخاً، وتصرفا مدانا ومرفوضا وتصعيدا خطيرا.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف، على ضرورة احترام سلطات الاحتلال الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس المحتلة ومقدساتها ووقف كل الإجراءات غير الشرعية.
وطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته وتقييد (إسرائيل) بالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال وفق القانون الدولي الإنساني.
تصعيد خطير
واعتبرت منظمة التعاون الإسلامي إقدام قوات الاحتلال على اقتحام المسجد الأقصى وإغلاق بواباته، تصعيدا خطيرا ومساس بمشاعر الأمة الإسلامية جمعاء، وانتهاك صارخ للقرارات والمواثيق الدولية.
وحمّلت سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات استمرار هذه الجرائم والاعتداءات اليومية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.
ودعت التعاون الإسلامي المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي إلى التحرك من أجل وضع حد لهذه الانتهاكات المتكررة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وللأماكن المقدسة، ومنع تكرار هذه الاعتداءات الإسرائيلية التي من شانها أن تغذي الصراع الديني والتطرف وعدم الاستقرار في المنطقة.
من جهته، أدان الأزهر الشريف في مصر، الاعتداءات التي نفذتها قوات الاحتلال على المصلين في المسجد الأقصى.
وقال الأزهر إن إقدام قوات الاحتلال على هذه الانتهاكات على مرأى ومسمع دولي وصمت عالمي مخجل؛ هو "تطبيق فاضح لسياسات الكيل بمكيالين، وترك الفلسطينيين لقمة سائغة في فم هذا الكيان المفترس دون مراعاة لأدنى حقوق الإنسان والإنسانية".
وأكد أن "إقدام الكيان الصهيوني على قتل الفلسطينيين الأبرياء في الضفة الغربية وقطاع غزة والمدن الفلسطينية في شهر رمضان المبارك تحت لافتة محاربة الإرهاب؛ هو وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والإنسانية، وشاهد عيان على ضعف هذا الكيان الإرهابي ووحشيته في آن واحد".
وتقدم الأزهر بخالص عزائه وصادق مواساته إلى الشعب الفلسطيني وأسر الشهداء، داعيًا المولى عزوجل أن يتغمد الشهداء بواسع رحمته ومغفرته، وأن يربط على قلوب أهلهم وذويهم وقلوب المسلمين في كل بقعةٍ من بقاع الأرض، وأن يعجل بشفاء الجرحى وخروج الأسرى.
إلى ذلك، استنكرت "رابطة برلمانيون من أجل القدس"، اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى والاعتداء بوحشية على المصلين، دون مراعاة لحرمة المكان والزمان.
وشددت الرابطة على أن الاقتحام يؤكد نية الاحتلال المبيتة الاعتداء على المسجد المبارك، وهو ما يتناقض مع تصريحاته المزعومة عن تسهيل وصول المصلين والحفاظ على الهدوء.
وأوضحت أن هذا الاقتحام يأتي ضمن مخططات الاحتلال التهويدية، الهادفة إلى تغيير معالم المدينة، وطابعها التاريخي، وطمس حضارتها الإسلامية ومحو الآثار الفلسطينية، وحصار المسجد الأقصى بالأحياء اليهودية.
وأكدت أن الاقتحام يتعارض مع أحكام القانون الدولي، وخاصة قرارات مجلس الأمن 476 و478 و2334، والتي تؤكد جميعها أن "القدس الشرقية أرض محتلة؛ تنطبق عليها أحكام القانون الدولي ذات الصلة".
ودعت رابطة برلمانيون من أجل القدس برلمانات العالم إلى التحرك بشكل عاجل لوقف مخططات الاحتلال المتعلقة بالقدس، واحترام وضعها التاريخي والقانوني والديموغرافي.
كما أدانت "مؤسسة أوروبيون لأجل القدس" بشدة اقتحام قوات الاحتلال باحات الأقصى وقمع المصلين بالقوة المفرطة.
وقال رئيس المؤسسة محمد حنون إن المسجد الأقصى يتعرض لاستهداف إسرائيلي متكرر، مؤكدا أنها محاولة لفرض هيمنة إسرائيلية عليه بمسعى للمساس بالأمر الواقع القائم.
وشدد على أن القمع الإسرائيلي للمصلين يشكل انتهاكا فاضحا ومساسًا بحرية العبادة.
وذكر حنون أن المؤسسة تلتقي مع صناع القرار والسياسيين الأوروبيين لوضعهم في صورة الأحداث وما يجري من اعتداءات متكررة بالأقصى وعموم القدس.
إلى ذلك، أدان البرلمان الأفريقي، جرائم الحرب والتطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني الأعزل المدافع عن أرضه ومقدساته.
وقال البرلمان إن الصمت غير المبرر للأمم المتحدة بمنظماتها الحقوقية، يجعلها شريكة للاحتلال والسطو على الأمم العربية والمستضعفة وسرقة مقدساتها وقتل شعوبنا العربية والافريقية.
وأضاف أن هذا الصمت عما يحدث في فلسطين العربية وعاصمتها القدس، لا يقبل به كل إنسان حر على وجه الأرض.
وأكد أن التاريخ سيقف طويلا أمام ما يحدث من قتل وتمثيل وتطهير عرقي بحق الشعب الفلسطيني، الذي هو نبض الأمة العربية، متابعا: "اذا نجح الاحتلال في مخططاته ستكون نهاية الأمة، وهو ما لن تصمت عنه الشعوب العربية والافريقية وكل احرار العالم".