لا تزال دولة الاحتلال (إسرائيل) تبحث عن منفذ أو منفذي عملية حومش التي أسفرت عن مقتل مستوطن وجرح آخرين يعتقد أنهم ينتمون إلى منظمة فتية التلال التي تعيث الخراب في الضفة الغربية. قادة الاحتلال والمحللون الإسرائيليون على ثقة بأن جيشهم سينتصر في النهاية بإلقاء القبض على المنفذين علمًا بأن فشلهم قد حسم بنجاح العملية وسقوط قتلى وجرحى، أما الإمساك بالمنفذين أو تصفيتهم فلن يرفع من مكانة جيشهم.
من قادة الاحتلال من سارع إلى اتهام حركة حماس بمحاولة إشعال الضفة الغربية وتحريك المقاومين، ولا ندري إن كانت المرأة الفلسطينية التي نفذت عملية طعن في الخليل بالأمس تلقت الأوامر من حركة حماس وعمرها يزيد على 65 عامًا، هم يحاولون توزيع الاتهامات وخلق المبررات وتجاهل الأسباب الحقيقية التي تحرك الشباب والنساء وحتى الأطفال في الضفة الغربية لمقاومة احتلالهم!
ما دام هناك احتلال فهناك مقاومة بغض النظر إن حركتها منظمات فلسطينية أو حركتها دوافع ذاتية، فالاحتلال هو الدافع الاساسي، وعربدة المستوطنين واعتداؤهم غير المنقطع على السكان والممتلكات وعلى المقدسات أكبر محرك للمواطنين في الضفة الغربية لمواجهة جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين. فصائل المقاومة الفلسطينية لم تتوقف للحظة عن تحريض الشارع الفلسطيني ليتحرك ضد الاحتلال، ولكن هبات وانتفاضات الشارع الفلسطيني عادة ما تكون مفاجئة ودون إنذارات، وتكون في العادة نتيجة مراكمة الغضب على الغضب حتى يحصل الانفجار.
عملية حومش ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وقد تتكرر عمليات من نوعها في المستقبل القريب، لأن الضفة الغربية في حالة من الغليان، وربما يكون عام 2022 عام المقاومة في الضفة الغربية إن لم يكن هناك متغيرات سياسية جذرية تمنح الأمل للشعب الفلسطيني بحياة كريمة أفضل في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 ، أما تجاهل مسببات الغضب والاستمرار في خنق الفلسطينيين أو اللجوء إلى المراوغة والوعود الزائفة فإن ذلك وصفة مثالية لانتفاضة جديدة أو حتى حرب جديدة لم تشهدها المنطقة من قبل.