فلسطين أون لاين

تقرير "الفجر العظيم".. تجدد الحملة في أروقة الأقصى لكبح مخططات التهويد

...
القدس المحتلة-غزة/ صفاء عاشور:

في خطوة جديدة لمواجهة اقتحامات المستوطنين المستمرة للمسجد الأقصى وكبح مخططات التهويد، أعاد سكان مدينة القدس والداخل المحتل تجديد حملة "الفجر العظيم" لأداء صلاة الفجر في باحاته المسجد المبارك.

دعوات لم تتوقف على مدار الأسبوعين الماضيين لحشد الفلسطينيين لمواجهة تصاعد اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ضد المسجد الأقصى وفرض الطقوس التلمودية داخله ومحاولات تقسيمه، والتأكيد على هوية المسجد الإسلامية الخالصة التي لا تقبل القسمة أو الشراكة.

وكانت حملة "الفجر العظيم" في المسجد الأقصى قد انطلقت للمرة الأولى في يناير/ كانون الثاني 2020، بعدما انطلقت من المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل ثم توسعت لتشمل مساجد كثيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعدد من دول العالم العربي والإسلامي، لكنها توقفت مع اشتداد جائحة فيروس كورونا.

تجديد الحملة

وأوضحت مادلين عيسى، مديرة مشروع قوافل الأقصى المسؤولة عن تسيير مركبات تحمل فلسطينيي الأراضي المحتلة عام 1948 للصلاة في الأقصى، أن الحملة بدأت منذ أسبوعين دون تنظيم من جهة معينة، إذ إن الأهالي يعملون على تسيير مركبات تحملهم للقدس لأداء صلاة الفجر في المسجد المبارك.

وبينت مادلين في حديث لصحيفة "فلسطين" أن الحملة بدأت عام 2020 وشهدت إقبالًا مكثفًا، ما أغاظ الاحتلال وتسبب برعب كبير له، مضيفة أنه بعد توقف المشروع بسبب جائحة كورونا والإغلاقات، عاد الفلسطينيون يتلمسون في هذه الحملة تجديد الوفاء للمسجد الأقصى وزادت الدعوات للمشاركة في النشاط الذي أعطاهم الأمل في أنهم أصبحوا قادرين على الوجود فيه، وهو أبسط أنواع الدعم للمسجد والمدينة المقدسة.

وأشارت إلى أن أعداد المواطنين المشاركين في الحملة لا تزال قليلة، لكنه من المتوقع ازديادها في الأسابيع والأشهر القادمة، مؤكدةً أن مضايقات الاحتلال ستزيد من إصرار الفلسطينيين على المشاركة على عكس ما يهدف.

ونبهت إلى أن الاحتلال لم يتوقف يومًا عن مضايقة المصلين خاصة من يذهب لصلاة الفجر رغم عدم وجود مستوطنين في هذا الوقت، إلا أن نهضة المسلمين لأداء صلاة الفجر تخيفه، لافتة إلى أن الاحتلال في الحملة السابقة كان يعتقل من يوزع الكعك المقدسي ويغضب ممن يهدي المصلين "كاسات الشاي".

وأردفت أنه منذ بداية فكرة "الفجر العظيم" الأولى عام 2020 جن جنون الاحتلال، فلم يدع طريقة لمنع وصول الحافلات إلى المسجد الأقصى إلا وينتهجها، ورغم ذلك لم يتراجع المشاركون عن الوصول للمسجد والصلاة فيه.

أصحاب الحق

وقال الباحث في شؤون القدس د. جمال عمرو إنه في الوقت الذي زادت فيه اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى كان حريًّا بأهلها وأهل الداخل المحتل زيادة عدد المرابطين في المدينة والقادمين للصلاة في مسجدها.

ونبه عمرو في حديث لـ"فلسطين" إلى أن حملة "الفجر العظيم" من أكثر الحملات إثارة لغضب الاحتلال، فمجرد إقبال الناس على أداء الصلاة في المسجد الأقصى وتحديهم ظروف البرد القارس، كان يصيبه بالجنون.

ولفت إلى أن حملة "الفجر العظيم" التي بدأها أهل مدينة الخليل لتعزيز وجود المسلمين في المسجد الإبراهيمي لا تزال مستمرة للدفاع عن مدينة القدس ومسجدها المبارك، وتجد تفاعلًا كبيرًا للدفاع عن الحق الفلسطيني.

وأضاف أنه منذ بداية الحملة وأعداد المشاركين فيها في ازدياد، متوقعًا أن يواجه الاحتلال الحملة بممارسات تعوق وصول المصلين إلى المسجد.