فلسطين أون لاين

تقرير "سندس عمر" تواجه مخرز الاستيطان بـ"كف التنين"

...
المهندسة الزراعية سندس عمر
طولكرم-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

"مخرز الاستيطان" تواجهه المهندسة الزراعية الفلسطينية سندس حمدان عمر بـ"كف مشروع ريادي" دشنته على أرضٍ ظلت مهجورة لزمن طويل لخطورة العمل فيها.

وجدت سندس في نصف دونمٍ من الأرض يمتلكها زوجها في قرية فرعون قضاء طولكرم إلى الغرب من جدار الفصل العنصري مكانا لطموحها بتأسيس مشروع خاص، رغم المخاطرة الكبيرة التي تنطوي عليها تلك الخطوة.

فبعد ست سنواتٍ استغرقتها رحلة سندس في البحث عن وظيفة أو الحصول على تمويلٍ لمشروع خاص، كانت تصطدم فيها "سندس" بجدار الرفض، لاحت لها فرصة في مشروع "نجاحها" الذي تقوم عليه كلٍ من "الإغاثة الزراعية" و"مركز العمل التنموي "معاً".

كانت شروط الحصول على الدعم، أن يكون المشروع غير تقليدي، "حينها كنتُ قد لاحظت انتشاراً للفواكه الاستوائية في السوق التي تأتي للضفة الغربية من الأراضي المحتلة عام 48م، واهتمام واسع بها على وسائل التواصل"، تقول سندس.

وتشير إلى أنها اختارت زراعة فاكهة "التنين"، وتمثلت العقبة في عدم وجود أشتال لتلك الثمرة في مشاتل الضفة، إلى أن عثرتُ صدفة على مجموعةٍ منها كان قد اشتراها مهندسٌ زراعي آخر من الداخل المحتل ليبيعها في السوق المحلي.

وبعد شراء الأشتال شرعت سندس في تهيئة الأرض للزراعة، "ولكون الأرض صخرية وتكلفة تحويلها لأرض زراعية باهظة وتحتاج لإدخال آليات قد تدخلنا في مشاكل مع الاحتلال، ارتأيتُ أن الزراعة في "براميل" أرخص".

مخاطر متعددة

وقد كلف تهيئة الأرض 8000 آلاف شيكل، فيما زرعت سندس 120 شتلة، "لكن وجود فتحة في الجدار يدخل منها العمال الفلسطينيون للأراضي المحتلة عام 48 يهدد مشروع عمر بالخطر.

تقول: "بدأت الزراعة في العشرين من أغسطس الماضي وتعرضتُ لعدة مشاكل، أولها تعرض البيت البلاستيكي للاختراق بواسطة أربعة قنابل غاز مسيل للدموع إثر مواجهات حدثت بين الاحتلال والعمال بالمكان".

وتبين أنه في اليوم الأول للزراعة في الأرض وضعت خزان مياه "خمسين كوبًا" لري الشتلات، فتفاجأتُ في اليوم التالي بأنه قد انفجر بسبب إطلاق الاحتلال النيران عليه، "علماً بأنه لا يمكننا تركيب كاميرات مراقبة في المنطقة بسبب الاحتلال".

ولخطورة المنطقة، لا تذهب سندس إلى الأرض بمفردها، وتضطر لاصطحاب زوجها أو أحد أشقائها الذين يسكنون في المنطقة، "رغم أن بيتي لا يبعد عن الأرض سوى عشر دقائق سيرا على الأقدام خوفا من التعرض لإطلاق نار من الاحتلال".

وما يساعد المهندسة الزراعية على الاستمرار في مشروعها أن "التنين" من أنواع الصبار فلا تحتاج للكثير من العناية، ففي أشهر الصيف كانت تذهب للأرض كل ثلاثة أيام مرة، أما في الشتاء فتتفقد مزروعاتها مرة كل أسبوع.

وستنتظر سندس قرابة العشرين شهرًا لتقطف أولى ثمار فاكهة التنين التي ستعمل على تسويقها في السوق المحلي، "لكنها اليوم تحاول استغلال هذه الفترة في بيع أشتال من الثمرة للمهتمين".

وعن مزايا تلك الفاكهة، تقول: "هناك نوعان من الفاكهة أحدهما أحمر وأصفر، اخترتُ اللون الأحمر منه، فهي تزودنا بالفيتامينات والكالسيوم والفسفور والحديد، ولها فوائد صحية كتنظيم ضغط الدم وتحسين عملية الهضم، ومنع الخلايا السرطانية من الازدهار، ومنع التهاب المفاصل وعلاج حروق الشمس، وإبطاء عملية الشيخوخة".

وتضيف سندس: "فاكهة التنين لها فوائد كثيرة ويمكن بسهولة أن تكون جزءًا من نظامك الغذائي، وأن تؤكل مباشرة بالملعقة أو تُضاف للعصائر، أو سلطات الفواكه"، مشيرة إلى أنها ذات نكهة وملمس مميز.