فلسطين أون لاين

​ماذا مع وصول الوقود المصري؟!

...

لا حديث للناس في الأيام الأخيرة لشهر رمضان المبارك غير الحديث عن المشاكل المتعددة التي تعصف بغزة، وتمنع الحياة الطبيعية للسكان. مشكلة المشاكل الكهرباء. لقد قام الاحتلال بتخفيضها من (١٢٠) ميجا وات إلى (٨٨) ميجا وات، ويزعم أنه ليس مسئولًا عن هذا التخفيض وإنما هو يستجيب لطلب السلطة الفلسطينية؟!

في هذا الإطار تمكنت حماس من إبرام اتفاق مع الطرف المصري بأن يقوم الأخير بتوريد السولار الصناعي لمحطة التوليد بغزة، مصادر سلطة الطاقة تتحدث عن بدء وصول السولار المصري. ثمة تحسن ما سيطرأ بتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، ولكن هل سيعوض هذا التشغيل التخفيض التي قامت به سلطات الاحتلال؟!

سلطة الطاقة في غزة لا تزال تجهل عدد ساعات الوصل التي سيتمتع بها الموطن، ولكنها فيما يبدو لن تصل إلى ثماني ساعات مع حساب التخفيض الذي أجراه الاحتلال.

لست أدري ما هو موقف السلطة من وصول الوقود المصري لأن اتفاق إدخاله لم يتم مع السلطة، وإنما تم مع أطراف فلسطينية أخرى، وكل ما نتمناه أن يكون موقفها إيجابيًا لأنه في النهاية هو خدمة لسكان القطاع، ولست أدري كم هي مدة الاتفاق؟ وهل سيستمر إدخال الوقود المصري يوميًا للمحطة لمدة طويلة أم قصيرة؟! لم تفصح الأطراف عن هذه المعلومات. ومع ذلك نحن إذ نشكر مصر على هذه الخطوة ونتمنى أن يكون التعامل ذا صفة دائمة إلى أن يرفع الحصار، وأن يتمكن الناس في غزة من الشعور بالحد الأدنى من توفر حاجاتهم اليومية من الكهرباء .

إن حسابات السلطة بتخفيض كهرباء غزة هي حسابات خاطئة وفيها عقاب جماعي للسكان، والسلطة هي أعلم الناس بوضع الحياة العامة في غزة، حيث تعاني من الفقر والبطالة، وتعطل الأعمال الصناعية، ولا يمتلك الناس بدائل بسبب الحصار الذي مضت عليه عشر سنوات طويلة ومؤلمة. المطلوب من السلطة أن تقف إلى جانب سكان غزة، حتى وإن كانت مختلفة مع حماس، وكان يجب عليها أن تفصل بين ما هو سياسي وما هو حياتي، ولكن الأمور اختلطت على السلطة فكان أن طلبت من الطرف الإسرائيلي تقليص كمية الكهرباء التي تصل إلى غزة، وهو طلب تستهجنه غزة وتنكره، لأن أصل القيادة أن تبعث الأمل في شعبك، وأن تعمل على تخفيف معاناته، لا العكس؟!