فلسطين أون لاين

​مشروب المكيكة .. تراث قديم في موسم الحصيدة

...
قلقيلية - مصطفى صبري

الفلسطينيون لديهم عادات رمضانية، تعينهم على الصيام والقيام بأعمال شاقة إذا حل شهر رمضان في الصيف، كما هو الحال في رمضان عام 2017م.

مشروب المكيكة الرمضاني في قرية فرخة قضاء سلفيت تشتهر به القرية منذ زمن بعيد، ومكوناته حليب الماعز والخروب الأخضر وكمية من السكر، تخلط معًا وتتناول طعامًا أو شرابًا حسب نسبة اللزوجة.

فلسطين تسلط الضوء على هذا المشروب الرمضاني النادر في قرية فرخة.

يقول المواطن بكر حماد من قرية فرخة: "تشتهر قرية فرخة بزراعة أشجار الخروب، فالجيل القديم انتبه إلى أهمية شجر الخروب من عدة نواحي، أولها أن وجود شجرة الخروب في الحقل يحمي شجر الزيتون والثمار من الآفات والحشرات، إضافة إلى استخدامات ثمر الخروب في عدة صور، منها عندما يكون أخضر يستخدم لصناعة مشروب وأكلة المكيكة، وعندما ينضج ويميل لونه إلى البني الداكن يطحن لإنتاج "الرُب"، وإذا زاد المحصول يوضع علفًا للحيوانات بعد جرشه؛ فهو غني بالفيتامينات".

وأضاف حماد: "وجود الخروب وحليب الأغنام في قرية فرخة شجع الأهالي على صناعة هذا المشروب، الذي يعمل على ترطيب جسم الصائم بعد عمل شاق خلال النهار في الحصيدة، فهو يعوض الجسم عما فقده من أملاح وطاقة، والجيل القديم انتبه إلى أهمية هذا النوع من المشروب الرمضاني بامتياز، وإنه يستخدم في غير رمضان بوضعه داخل الثلاجة وتناوله باردًا"، مشيرًا إلى أنه مشروب طيب دون مواد حافظة على الإطلاق".

أم فهمي وطريقة التحضير

الحاجة أم فهمي من قرية فرخة وضعت كمية من الخروب الأخضر الذي قطف في شهر رمضان من أشجار الخروب المنتشرة بكثرة في قرية فرخة، وقالت: "نقسم ثمر الخروب الأخضر الذي لم ينضج، ونضع الكمية المطلوبة في خلاط كهربائي، وبعدها نُحضر الحليب الفاتر غير الساخن، ونخلط كمية السكر مع الحليب وعصير الخروب من داخل الخلاط بعد تصفيته من خلال مصفاة، مع عملية خفق يدوية داخل الإناء، ويبقى العمل مستمرًّا حتى يصبح المنتج لزجًا حسب رغبة من يريد أن يتناوله، ثم يوضع في الثلاجة".

وأضافت: "قبل وجود الثلاجات والكهرباء والخلاط الكهربائي كنا نعمل مشروب المكيكة في الحقل في أثناء الحصيدة، فالخروب الأخضر على الشجر، والأغنام معنا في الحصيدة، وما علينا إلا إحضار الحليب وعصر الخروب بطريقة يدوية ودكه وإضافة السكر، وكنا نتناوله عند الاستراحة من الحصيدة وقت الظهيرة في غير شهر رمضان الفضيل".

قال الحاج يوسف بدح: (89 عامًا): "مشروب المكيكة له نكهة مميزة، ومفيد جدًّا، وهو تراثي من زمن الأجداد، وفي كل بيت كان يوجد أغنام وشجر خروب، ويصنع هذا الشراب بسهولة، وكنت أيضًا أشرح لأحفادي عن هذا المشروب المفيد ومذاقه اللذيذ جدًّا، وعلينا الجيل الكبير في السن توعية الجيل الجديد عن تراثنا المتنوع والأكلات التي كانت سائدة وساعدتنا على البقاء في هذه الأرض وإعمارها".