أكدت شخصيات فلسطينية من القدس وأراضي الداخل عام الـ1948، أن الاحتلال الإسرائيلي اتخذ من عمليتي الطعن في القدس مساء الجمعة الماضية ذريعة لتجييش المدينة المقدسة وتحويلها إلى ثكنة عسكرية.
وأسفرت العمليتان، إحداهما تخللها إطلاق نار، عن استشهاد ثلاثة شبان فلسطينيين ومقتل مجندة إسرائيلية وإصابة 6 إسرائيليين آخرين بجروح.
وشددت الشخصيات الفلسطينية على أن مزاعم الاحتلال في التخفيف عن الفلسطينيين وخاصة المقدسيين خلال شهر رمضان عارية عن الصحة، وأن ما حصل هو تراجع طفيف في تمادي الاحتلال في التنغيص على المواطنين في القدس أو القادمين إليها.
حرية مقيدة
ويرى الناشط المقدسي ناصر الهدمي أن الاحتلال الإسرائيلي الذي أعلن قبيل شهر رمضان عن نيته تنفيذ تسهيلات للفلسطينيين على المعابر والسماح لفئات معينة بالصلاة داخل المسجد الأقصى "لا يعتبر تخفيفًا".
وقال في حديث لصحيفة "فلسطين":" يجب أن نعي جيداً أن الاحتلال هو من فرض علينا واقع منع المصلين من الوصول إلى السجد الأقصى، وهو من فرض على القدس حصارها، وكان السبب ولا يزال في اقتحامات المسجد الأقصى المبارك اليومية من قبل المستوطنين".
وتابع:" لا يجب أن نشكره على تخفيف ظلمه، ومطالبنا واضحة ومحددة بزوال الاحتلال عن أرضنا وعندها لن نحتاج لتسهيلاته"، معتبراً أن عمليتي الجمعة الفدائيتين "نتيجة طبيعية لممارسات الاحتلال وخذلان السلطة في رام الله للشعب الفلسطيني والمقدسات"، كما قال.
وبين أنه بسبب العمليتين تراجع الاحتلال عن تسهيلاته المزعومة وكشف عن وجهه القبيح ثانية، مشدداً من الإجراءات الظالمة التي يمارسها الاحتلال والذي عمل على تجييش المدينة وحشد أعداد كبيرة من الشرطة والجنود إليها، للتنكيل بأهلها.
وذكر أن التنكيل الذي يقوم به الاحتلال بحق المواطنين ليس فقط داخل المسجد الأقصى وإنما خارجه، متوقعا أن تعيش مدينة القدس أيام توتر لا سيما مع اقتراب ليلة القدر، خاصة بعد أن سحب الاحتلال تصاريح الصلاة في الأقصى من المصلين.
حرب شاملة
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات، أن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، هو حرب شاملة، وعقوبات غير مسبوقة مثل إغلاق باب العامود ومنع السيارات من دخول البلدة القديمة.
وقال في حديث لصحيفة "فلسطين":" قام الاحتلال بتحويل منطقة باب العامود إلى ثكنة عسكرية، وكل مواطن يمر من المكان يتعرض إلى تفتيشات مذلة ومهينة، ناهيك عن حملات المداهمة والتفتيش والاعتقال".
وأشار عبيدات إلى أن كل مواطن فلسطيني يحمل تصريحا من الضفة الغربية ويتم إلقاء القبض عليه داخل المدينة، يجري ترحيله إلى ما بعد أقرب حاجز عند مدخلها، وأحياناً يتم اقتيادهم في باصات كتلك المخصصة لنقل الأسرى الفلسطينيين، وينقلونهم إلى المحاكم العسكرية أو السجون.
واعتبر أن التطور اللافت هذه الأيام هو أن الاحتلال عادة لا يشرع باقتحام المدينة المقدسة في العشر الأواخر من رمضان، وذلك بخلاف هذا العام، مشيراً إلى أنه تم اقتحام الأقصى يوم أمس من قبل 250 فردا من القوى الخاصة، و79 مستوطنا.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل كل ما يجري على الأرض في القدس لتنفيذ مخططاته الاستيطانية فيها، ملفتاً إلى أن الاحتلال يقوم يمنع التجار من مزاولة أعمالهم في منطقة باب العمود والتي يجري التحضير لتحويلها إلى بوابة إلكترونية يجب الدخول عبرها إلى المدينة.
قوافل شد الرحال
وفي سياق متصل، يؤكد الشيخ محمد عارف من القيادات الشعبية الفلسطينية في الداخل المحتل، أن التحضيرات لا تزال قائمة على قدم وساق من أجل كسر حاجز نصف مليون مصلٍ في المسجد الأقصى المبارك خلال صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك.
وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "لن يردعنا أي شيء عن مواصلة الطريق حتى لو اضطررنا إلى تسيير الرحلات والوقوف عند بوابات الأقصى الخارجية"، منبهاً إلى أهمية تسيير هذه الرحلات بشكل دوري من كافة القرى والمدن الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وتابع:" في صلاة الفجر يوم الجمعة الماضية خرجت من قرية (جد المثلث) والتي لا يتجاوز عدد سكانها 10 آلاف نسمة، أربع حافلات، فما بالك من باقي القرى والمدن الأخرى والذين تعاهدوا على إبقاء ليالي الأقصى حية وعامرة بالمصلين".