فلسطين أون لاين

"سنابل الخير" فكرة عفوية تطوّرت لتساعد 550 أسرة

...
غزة - مريم الشوبكي


سنابل الخير بدأت بفكرة عفوية، توسعت حتى غرست سنابلها لدى مئات الأسر المتعففة، بدأت بتطوع 10 فتيات في العشرينيات من العمر، كان الدافع الإنساني هو ابتغاء الأجر والثواب، ومساعدة الناس هي الوقود الحقيقي لاستمرارهن.

إسراء فروانة (25 عامًا) صاحبة فكرة مبادرة سنابل الخير تتحدث عن المبادرة التي كانت مجرد حلم بمساعدة 20 أسرة محتاجة، ووصلت إلى 550 أسرة.

قالت فروانة مهندسة الحاسوب لـ"فلسطين": "اقترحت على بعض صديقاتي فكرة تقديم مساعدة للفقراء والمحتاجين، فكنت أرى الكثير من مبادرات الخير التي كانت تحفزني ذاتيًّا، وتفاجأت بردود فعل إيجابية منهن إذ استعددن إلى ذلك".

وأضافت: "كانت جلسة عفوية مع صديقات أحدثهن برغبتي في تقديم فعل خير مميز، خاصة لأهالي حي الشجاعية المنكوب، لإشعار المعوزين منهم بأن هناك من يشعر بمعاناتكم، وكان حلمي مساعدة 20 أسرة، وعلى الفور 10 فتيات أبدين استعدادهن إلى التطوع في المبادرة".

وتابعت: "أمضينا شهرين في المرحلة الأولى، وهي تعريف الناس بالمبادرة والحديث عنها في كل فرصة سانحة، كان الأمر صعبًا على الفريق، لاسيما أنه ليس لنا أي إنجاز سابق، ومن الصعب أن تكسبي ثقة الناس فيك من أول مرة".

ومضت فروانة قائلة: "حينما حصلنا على أول 100 دولار كانت صدمة لي، ومنها انطلقنا، بعد مدة وصل التبرع إلى 3000 دولار غير المساعدات النقدية الأخرى، قبل رمضان العام الماضي بأربعة أشهر انطلقنا بإنشاء صفحة على (فيس بوك)، والحديث مع الأهل والمعارف وأهل الخير عن المبادرة، وجدنا تفاعلًا منهم، وهو ما ساعدنا على إطلاق المبادرة".

وأشارت فروانة إلى أنها أول مرة تنفذ مبادرة على مستوى جماعي يشمل عشرات الأسر، ففي السابق كانت تقوم بمبادرات فردية مع بعض صديقاتها.

وعن المبادرات التي أنجزها فريق سنابل خير بينت فروانة أن الفريق قدم مبادرة سلة الخضار، وفيها كان الفريق يشرف على شراء الخضار ووزنها ثم وضعها في أكياس جاهزة للتوزيع، وتكفي السلة مدة أسبوع، واستفادت منها 100 أسرة.

وأشارت إلى تنفيذ مبادرة "معرض الملابس" التي استفادت فيها 250 أسرة بـ"الكوبونات" المادية، وتنفيذ حملة "الكعك" إذ صنعت الفتيات 100 كليو جرام من الكعك، وتوزيع عيدية في العيدين الماضيين.

وذكرت فروانة أن عدد الأسر المستفيدة من حملات "سنابل خير" وصل إلى 550 أسرة متعففة، لم يسبق لها تلقي مساعدات من جمعيات أو مساعدات خيرية.

ومتطوعات فريق سنابل جميعهن من الفتيات العشرينيات، زاد عددهن ليصل إلى 15 فتاة، جمعتهن روح العمل التطوعي، والدافع الإنساني نحو تقديم المساعدات للأسر الفقيرة، ورغبتهن في رسم الابتسامة على وجوه العائلات المستورة، وتقديم أعمال خيرية مميزة لهم.

ما المميز في رمضان لدى فريق سنابل؟، أجابت فروانة: "رمضان هذا العام لن نقدم مساعدات إغاثية فقط، بل هدفنا تحويل الأسر من أسر محتاجة إلى أسر منتجة، سنساعدهم على البدء بمشروع خاص بهم يدر عليهم دخلًّا مستمرًّا، وسنساعدهم على تسويق منتجاتهم وأعمالهم".

ولفتت إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت على انتشار المبادرة والتسويق لها داخل فلسطين وخارجها، فاستطاعت تلقي تبرعات من متبرعين من دول عربية، وتعرض صور لأعمال الفريق في الميدان على صفحة "فريق سنابل التطوعي" على (فيس بوك).

وشددت فروانة على أنها ترفض تصوير الأسرة الفقيرة المستفيدة من حملات المبادرة، لأن الصور فيها جرح لمشاعرهم، والمساعدات المقدمة لهم ليست منة من أحد بل من كرم الله عليهم.

وقالت: "لا عذر لمن يتحجج بأن المتبرع من يطلب الصور، فيمكن إرسال الصور للمتبرع بشكل خاص، وليس نشرها على الصفحات العامة لإيذاء مشاعر الفقراء والمحتاجين".

وعبرت فروانة عن حلمها بأن يصل فريق سنابل خير إلى كل بيت في قطاع غزة، وليس فقط حي الشجاعية.

ووجهت كلمة إلى كل شاب يشعر بأنه عالة على مجتمعه بسبب قلة فرص العمل: "بادر بالخير تفتح لك أبواب العمل، كن مبادرًا تتغير حياتك وتشعر بأنك منتج في هذا المجتمع".