فلسطين أون لاين

في ذكراها الـ 21

"انتفاضة الأقصى".. مسيرة نضال سُطّرت بدماء القادة

...
صورة أرشيفية

في مثل هذا اليوم قبل واحد وعشرين عامًا، دنس زعيم حزب الليكود آنذاك أرئيل شارون وقطعان مستوطنيه المسجد الأقصى المبارك، جريمة تصدى لها شعبنا بالتضحية والدماء في انتفاضة الأقصى المباركة.

أفرزت انتفاضة الأقصى نماذج البطولة والفداء وشدة بأس شعبنا ومقاومته الباسلة بالدفاع عن المسجد الأقصى بقوة الساعد ونار المواجهة، وقدّمت حركة  حماس  خلال الانتفاضة المئات من أبنائها شهداء، تصدرهم العشرات من قادتها السياسيين والعسكريين، بينهم عدد من قادة الصف الأول في الحركة، وعلى رأسهم المؤسس الشيخ أحمد ياسين.

اغتيال القادة

شكلت حماس عنوان المرحلة خلال انتفاضة الأقصى، فقدمت خلالها خيرة قادتها وأبنائها شهداء وجرحى ومعتقلين، ورسمت بدماء رجالها معالم الطريق حتى أضحت نموذجًا متقدمًا لمشروع التحرير.

وأملاً في إيقاف جذوة الانتفاضة؛ لجأ الاحتلال إلى سياسية اغتيال قادة المقاومة، ففي الخامس والعشرين من يوليو عام 2001م، اغتالت طائرات الاحتلال الحربية أحد أبرز قادة كتائب القسام في الضفة المحتلة الشيخ صلاح دروزة باستهداف سيارته بعدة صواريخ.

بعد ستة أيام فقط، عادت طائرات الاحتلال لاغتيال القائدين جمال منصور وجمال سليم بقصف مكتبهم في مدينة نابلس بالضفة المحتلة.

القائد العام

وفي العام نفسه، اغتال الاحتلال قائد كتائب القسام في الضفة محمود أبو الهنود باستهداف سيارته بخمسة صواريخ، وبعدها بشهر اغتال أحد أبرز قادة كتائب القسام ومؤسسيها في الضفة الشيخ يوسف السركجي.

في يوليو عام 2002م، أقدمت قوات الاحتلال على اغتيال القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الشيخ صلاح شحادة بقصف منزله بصاروخ يزن طنًا تقريبًا، أدى إلى استشهاده و17 فلسطينيًا، بينهم زوجته، ومرافقه القيادي في القسام زاهر نصار، وثمانية أطفال.

القيادة السياسية

بعد عجز الاحتلال عن إيقاف انتفاضة الأقصى من خلال اغتيال أبرز قادة حماس العسكريين، أقدم على اغتيال القيادة السياسية في الحركة، فاغتال في مارس من عام 2003م عضو المكتب السياسي للحركة المفكر الإسلامي د. إبراهيم المقادمة باستهداف سيارته بمدينة غزة، وبعد خمسة أشهر فقط اغتال عضو المكتب السياسي المهندس إسماعيل أبو شنب باستهداف سيارته بعدة صواريخ أدت إلى استشهاده على الفور.

وفي عام 2004م، وسعت حكومة الاحتلال دائرة الاغتيال لتطال قائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ومؤسسها الشيخ القعيد أحمد ياسين في مارس من العام نفسه، وبعد أقل من شهر على اغتياله أقدمت طائرات الاحتلال على اغتيال خليفته د. عبد العزيز الرنتيسي قائد حركة حماس في قطاع غزة بقصف سيارته بعدة صواريخ.

جسدت حماس مفهوم التضحية واقعًا عمليًا عندما قدّمت أبرز قادتها شهداء خلال انتفاضة الأقصى، وقدم العشرات من قادتها أبناءهم شهداء على الطريق ذاته، لتثبت أنها الأشد حرصًا على الوطن والأكثر صونًا له، وتعبّد الطريق أمام جيل التحرير القادم.

المصدر / فلسطين أون لاين