فلسطين أون لاين

نسفت كل العناوين الرئيسة للقضية

حوار المدلل: "أوسلو" سبَّبت شرخًا كبيرًا في المشروع الوطني الفلسطيني

...
أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي (أرشيف)
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أحمد المدلل، أن اتفاقية "أوسلو" كانت لها نتائج كارثية على القضية الفلسطينية، وأنها السبب الرئيس في "الشرخ الكبير" الذي أصاب المشروع الوطني الفلسطيني.

وقال المدلل في حديث لصحيفة "فلسطين": إن "أوسلو هي السبب الرئيس للانقسام الذي نعانيه حتى هذه اللحظة، فهي من البداية قسمت شعبنا لفريقين، أحدهما اتجه للمفاوضات والاعتراف بالاحتلال والآخر تمسك بمنهج المقاومة".

وبين أن "أوسلو" شكلت سابقة خطِرة تمثلت في اعتراف أصحاب الحق (ممثلين في منظمة التحرير) للمجرم بالسيادة على 80% من أرضه، في حين بقيت البقية الباقية أرضاً متنازعاً عليها وتحولت مع مرور الزمن لدولة للمستوطنين.

وإذ يؤكد أن أوسلو لم تجلب إلا مزيدا من الذل والهوان والضياع للقضية الفلسطينية، وهي سبب في المآسي التي يعيشها شعبنا، حيث أسماها الأمين العام للجهاد الإسلامي الراحل رمضان شلح بـ"أم الكوارث".

صفر كبير

واستهجن القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، استمرار أقطاب أوسلو بالتمسك بها رغم إقرارهم بأن (إسرائيل) لم تعطهم إلا صفراً كبيراً، قائلاً:" نأخذ عليهم أنه بالرغم من التصريحات المتعددة لقادة السلطة بأن المستفيد الوحيد من أوسلو هو الاحتلال لكنهم ما يزالون يتشبثون بتلابيب الاتفاق الذي داسه الاحتلال بقدميه باقتحاماته المستمرة لمخيماتنا ومدننا وقرانا بالضفة الغربية".

وقال المدلل: "كما أنه ضاعف الاستيطان أضعافاً مضاعفة عما كانت عليه من قبل، فازداد عدد المستوطنين من 40 ألفًا إلى قرابة 650 ألف مستوطن حالياً في الضفة الغربية"، مشيراً إلى أن تبعات "أوسلو" كـ"التنسيق الأمني" واتفاقية باريس الاقتصادية ألحقت أضراراً كبيرة بشعبنا وبمقاومته.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد -وفقاً للمدلل- فقد لاحقت أجهزة أمن السلطة من خلال التنسيق الأمني واعتقلت وقتلت العديد من المقاومين الذين أصبحوا بين سنديان السلطة ومطرقة الاحتلال.

وأضاف: "للأسف المشروع الوطني التحرري انتهى من حياة من يؤمنون بـ"أوسلو"، في المقابل المقاومة صنعت حاضراً جديداً من خلال عملياتها البطولية ضد الاحتلال في غزة التي أدت لاندحاره منها عام 2005م مهزوماً تحت ضربات المقاومة".

نسفت كل العناوين

وأشار إلى أن ذلك يؤكد أن اتفاقية أوسلو لا يمكن أن تسير بنا للتحرير، وأن المقاومة الخيار الوحيد لأبناء شعبنا نحو تحرير فلسطين والقدس والأقصى.

وشرح بالقول:" فـ"أوسلو" نسفت كل العناوين الرئيسة للقضية، إذ لم تأتِ على ذكر اللاجئين الفلسطينيين الذي نص القرار الأممي 194 على عودتهم لأراضيهم وتعويضهم عن المآسي، وتقزيمه في حل عادل للاجئين لم ينفذ الاحتلال شيئاً منه".

وبين أن "أوسلو" نسفت قضية القدس بالاعتراف بغربي مدينة القدس عاصمة للاحتلال وشرقها عاصمة للدولة الفلسطينية، قائلاً: "وجدنا مع مرور الزمن تغول الاحتلال على كل القدس من خلال صفقة القرن التي اعتبرت القدس الموحدة عاصمة للاحتلال كنتيجة لـ"أوسلو".

وتابع: "كما أن أوسلو لم تأتِ على ذكر فلسطينيي الـ48، وكأنه ليس لهم علاقة بالوطن الفلسطيني في حين أكدوا من خلال معركة "سيف القدس" أنهم جزء رئيس من الكينونة الفلسطينية وفي حالة اشتباك مستمرة مع الاحتلال وأنه لم يستطع "أسرلتهم"".

وبعد مرور 27 عاماً على الاتفاق –يقول المدلل- لم يتحقق الوعد المزعوم بإقامة الدولة الفلسطينية، حيث لم يعد الاحتلال يعترف بدولة فلسطينية على حدود الـ67 ونسف "حل الدولتين".

وقال: "فما زال الاحتلال يعتبر الضفة الغربية "يهودا والسامر" والقدس "أورشاليم"، فلم ننل من اتفاق أوسلو سوى الاعتراف بحق اليهود في دولة لهم، في حين لم يعترفوا بدولة لنا".

وأشار إلى أن الراحل ياسر عرفات اكتشف في اتفاقية كامب ديفيد 2 الخديعة الإسرائيلية والأمريكية الكبرى وحاول التنصل من "أوسلو" بتفعيل المقاومة وتأسيس كتائب شهداء الأقصى، كانت نتيجته أن اغتيل بالسم، ليبقى من وراءه يسبحون في وحل الهزيمة والذل والهوان.

وعن برنامج النقاط العشر الذي طرحه الأمين العام للجهاد الإسلامي الراحل د. رمضان شلح، قال المدلل: "أراد شلح أن نخرج من النفق المسدود الذي أوصلتنا له أوسلو، ويعيد اللحمة لشعبنا من جديد، فوضع استراتيجية وطنية من خلال المبادرة، تحدث فيها عن ضرورة حوار وطني جاد من أجل وضع برنامج وطني نستطيع من خلاله دعم صمود شعبنا".

وتابع: "ينص البرنامج على إعادة الحضور لقضيتنا الوطنية وإعادة بناء بيتنا الفلسطيني "منظمة التحرير" على الأسس التي قامت عليها، وهي تحرير فلسطين وتشبيك علاقاتنا مع عمقنا العربي والإسلامي حيث إن بعض الأنظمة العربية للأسف استغلت أوسلو جسرًا باتجاه التطبيع مع الاحتلال".

وأبدى أسفه لأن الكل الفلسطيني وافق على المبادرة عدا رئيس السلطة محمود عباس الذي لم يأخذها بعين الاعتبار وألقى بها من خلف ظهره وتصدى للإجماع بالموافقة عليها كجسر حقيقي نحو مصالحة فلسطينية ووحدة حقيقية وتأكيد لمشروعية المقاومة.

ومضى المدلل بالقول: "ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل لم يستجب عباس لقرارات المجلسين المركزي والوطني بالتحلل من أوسلو، وقفز باتجاه حوار وطني في بيروت ورام الله كان لها مخرجات مهمة أهمها تشكيل قيادة وطنية لقيادة انتفاضة شعبية بالضفة وإعادة بناء المنظمة ومصالحة مجتمعية".

وتابع: "للأسف وهذه المرة قفز الرئيس باتجاهات أخرى لم تؤدِ للمصالحة، وكأنه أراد أن يأخذ الشرعية من الكل الفلسطيني باتجاه استنساخ الفشل والعودة للمفاوضات".