قال عضو حزب العمال البريطاني، زياد العالول: إن تصاعد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، دليل على حالة الضعف العربي والفلسطيني، مبينا أن سلطات الاحتلال مستفيدة من ذلك، ولا يوجد ضغط عليها.
وأضاف العالول، لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن سلطات الاحتلال تسرع في عملية الاستيطان ولا يوجد رادع لها، بينما السلطة في رام الله "في حالة سكون وموات" والعرب منشغلون في قضايا كثيرة، ما يعطي (إسرائيل) فرصة مواتية لتنفيذ مخططاتها، في ظل وجود غطاء دولي أمريكي لها.
كلام العالول يأتي بعدما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أول من أمس، عن مخطط لبناء 67 ألف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، وذلك بعد يوم واحد من كشفها عن المصادقة على بناء 1100 وحدة استيطانية جديدة.
وتوقفت مفاوضات التسوية بين حكومة الاحتلال والسلطة منذ فشل آخر مبادرة أميركية في نيسان/أبريل 2014، جراء رفض الاحتلال الإسرائيلي وقف الاستيطان، والقبول بحدود 1967 كأساس للتفاوض، والإفراج عن أسرى فلسطينيين قدامى.
وعن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن "صفقة القرن"، قال العالول، المصطلح الأمريكي لا يقصد القضية الفلسطينية بعينها "بل إن قضيتنا ستكون جزء من هذه الصفقة، وليست كلها".
وأوضح أن هذه "الصفقة هي تسوية للمنطقة وإعادة ترتيب الأوراق فيها، وتقسيم بعض الدول وضم بعض الدول"، مذكراً بحديث وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق كونداليزا رايس عن "الشرق الأوسط الجديد".
وكان ترامب تحدث خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نتنياهو في شباط/ فبراير الماضي، عما وصفها بـ"مبادرة سلام جديدة" بين السلطة و(إسرائيل) "قد تتضمن الكثير من الدول".
"عباس ضعيف"
ولم يستعبد عضو حزب العمال البريطاني، أن يوقع عباس على اتفاقية جديدة أو "تنازل جديد (...) لكن وضعه لا يسمح له بتوقيع أي اتفاقية"، واصفا رئيس السلطة بالشخص الضعيف الذي لن ترغب (إسرائيل) أو المجتمع الدولي بالتوقيع معه على شيء.
وقال: "عباس يقود حركة فتح التي هي منقسمة على ذاتها، وهناك سلطة ضعيفة على جزء من الأرض الفلسطينية، وانقسام فلسطيني، ولذلك عباس لن يتمكن من توقيع اتفاقية باسم الشعب الفلسطيني كله".
وأضاف:"(إسرائيل) والولايات المتحدة لكي توقعان قرار تسوية مع السلطة فهما بحاجة لقيادة قوية"، مؤكدا أن أي اتفاقية يتم توقيعها في ظل القيادة الحالية للسلطة "لن تدوم".
وبعد قرابة 70 عاما على احتلال فلسطين، ما زال التوصل لاتفاق تسوية دائم بعيد المنال، بعد أكثر من 20 عاماً على المفاوضات.
ويعتقد العالول، أن سلطات الاحتلال معنية "بالأمن"، وهذا لن يتحقق إلا بحل عادل يقبل به الشعب الفلسطيني ودون ذلك لن تحصل إسرائيل على الأمن الذي تريده".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة و(إسرائيل) بدأتا في "صفقة القرن" ولكن القضية الفلسطينية ربما تأتي في آخر هذه الصفقة، بمعنى تسوية المنطقة العربية كلها، والسعي الأمريكي الإسرائيلي لإنهاء المقاومة الفلسطينية خاصة في قطاع غزة.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة وحكومة الاحتلال تسعيان إلى أن يكون الوضع العربي فيه تبعية كاملة للغرب، لتكون الأمة العربية منهزمة.
وعما إذا كان عباس قد يذهب لمفاوضات مع الاحتلال دون وقف الاستيطان، أجاب العالول بأن هناك استعداد فلسطيني لذلك عبر عنه بعض أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لكنه نوه إلى أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لا يريد أن يفاوض حتى بدون شروط.
وذهب عضو حزب العمال البريطاني إلى القول "عباس غير قوي ولا يمسك بكل أوراق القضية الفلسطينية، وهو مستعد للتفاوض دون شروط إن وجهت له الدعوة، حتى مع رفض سبعة ملايين فلسطيني في الخارج لسياسته"
واستدرك قائلاً "لكن أعتقد أن (إسرائيل) ليست معنية بتوقيع اتفاقية، لأنه لا يوجد ما يضغط الآن عليها".
وتمم:" (إسرائيل) تعيش في مأمن، الضفة الغربية أمان بالنسبة لها، وقطاع غزة معزول ومحاصر، فلا يوجد شيء ضاغط عليها حتى يجعلها متسرعة في توقيع اتفاقية، فلذلك الأولوية (بالنسبة للولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي) هي للمنطقة، وإذا أمكن محاولة إنهاء المقاومة الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة".
ويفاخر دونالد ترامب بخبرته كرجل أعمال من أجل الإشراف على "الاتفاق النهائي" بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة.
ويعود آخر اجتماع علني بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى العام 2010، رغم تقارير غير مؤكدة عن لقاءات سرية بعدها.