فلسطين أون لاين

مَنْ للخليج العربي؟!

من للخليج العربي يشفي جراحه؟! بؤرة جديدة من بؤر التوتر والتمزق تنفجر فجأة. المملكة السعودية والإمارات المتحدة، والبحرين، واليمن، تقطع علاقتها الدبلوماسية مع قطر. العالم العربي لا يحتاج إلى مزيد من التمزق. يكفي العالم العربي ما يجري في سوريا والعراق واليمن وليبيا، فضلًا عن فلسطين التي باتت في مؤخرة الأجندة والاهتمامات العربية.


قلنا في مرات سابقة إن مجلس التعاون الخليجي هو الإطار الوحيد الذي صمد تاريخيًا، وهو الإطار القادر على حل مشاكله الداخلية بنفسه ودون تدخل من الآخرين. المشكلة الحالية بلغت مبلغًا من السوء والتعقيد لم تبلغه من قبل.


مجلس التعاون ربما الآن يحتاج إلى وساطات حميدة لتخفيف التوتر، ثم لرأب الصدع. ثمة دول من المجلس يمكن أن تكون قادرة على الوساطة الحميدة، ومنها الكويت وعمان، وثمة دول من خارج المجلس مثل تركيا يمكنها أن تجمع الأطراف على مائدة حوار والخروج بمصالحة مشرفة.


الاتهامات المتبادلة في وسائل الإعلام تصب الزيت على النار، وتتجه بالتفكير اتجاها سلبيا، لذا يجدر وقف الحملات الإعلامية.


شعب الخليج أسرة كبيرة واحدة، بينهم الأهل والقرابة والنسب والرحم، وفي شهر رمضان تتصالح الأرحام، وتتراجع الخصومات تقربا لله واحتراما لوصايا الرسول صلى الله عليه وسلم.


إن نار الخصومة التي تشتعل في الخليج نحس بحرارتها لا محالة في القدس وفلسطين، لأن القدس تنظر للخليج نظرة الأخ الكبير الذي يمسح بيد الرحمة على رأس فلسطين. وإن المستفيد الوحيد من هذه الأزمة هي دولة الاحتلال، التي تتهم النظام العربي برعاية الإرهاب. ومن هنا لم يكن الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية موفقًا حين اتهم قطر بأنها تدعم حماس، والإخوان، وعليها أن تكف عن ذلك؟! والأصل أن تدعم الدول العربية جميعها المقاومة الفلسطينية. ومن الجدير ذكره أن حماس هي أنبل ظاهرة عرفتها الأمة العربية بعد الانتفاضة الأولى، وهي التي حملت عبء المقاومة والدفاع عن الأمة العربية قاطبة، ولكي تكرس حماس هويتها الفلسطينية بعيدًا عن الإخوان بعد تداعيات الحالة المصرية، حين أصدرت حماس وثيقة مبادئ وسياسات تلتزم فيها بكل مقتضيات حركات التحرر الوطني الفلسطيني.