بالمقابل فإن التحديات التي يواجهها الشباب من الجنسين هي تحديات كبيرة للغاية.
إن أكبر التحديات التي تواجهها فئة الشباب هي البطالة العالية والمتزايدة من وقت لآخر، بحيث بلغت بين فئة الشباب نحو 33% على مستوى الضفة والقطاع، بواقع 24%، 67% لكل منهما على التوالي، كما تتفاوت تفاوتا بيِّنًا بين الذكور والإناث، إذ بلغت 33%، 64% لكل منهما على التوالي، وهذا التفاوت الشديد بين شطري الوطن يعكس خللًا كبيرًا في بنية الاقتصاد الوطني، الذي يصاحبه فروقات هائلة في المستوى المعيشي وفي معدلات الفقر وفي تعرض هؤلاء الفقراء للجوع وانعدام الحد الأدنى من الأمن الغذائي الواجب الحفاظ عليه للبقاء على الصحة العامة للإنسان. وعليه فقد آن الأوان أن تحظى مشكلة البطالة المتزايدة بين الجنسين، بالحد الأقصى من الاهتمام على مختلف المستويات، بدءا بأعلى سلطة تنفيذية وبمشاركة القطاع الخاص والمنظمات الدولية والمؤسسات غير الربحية والقوى السياسية والوطنية والإسلامية.
أوضح الإحصاء الفلسطيني أيضا أن ظاهرة التدخين منتشرة بين الشباب من الذكور والإناث وإن كانت هي الأعلى بين الذكور، وتمثل للجنسين 22% من مجموع سكان هذه الشريحة، أي بما يتجاوز 255 ألف مدخن. وهي نسبة عالية تستحق الاهتمام كثيرًا ودون تأخير، مع أهمية الدور الأسري الدؤوب لهذه الظاهرة في وقت مبكر من أعمار أبنائهم.
والمأمول من الإحصاء الفلسطيني أن يشمل بيانه الصحفي السنوي للشباب بالآفة الأخرى الأشد خطرا من التدخين، وهي آفة المخدرات التي تناولتها تقارير عديدة تعكس تغلغلها وشدة خطورتها.
وإذا قدرنا أن الفرد الواحد ينفق نحو 5 شواقل يوميا على التدخين، وعليه فإن مجموع إنفاق هؤلاء المدخنين يبلغ 1.3 مليون شيقل يوميا، وبما يعادل 39.0 مليون شيقل شهريا، ونحو 468.0 مليون شيقل سنويا، أي بنحو 144.9 مليون دولار سنويا، ناهيك بالمدخنين الكبار ودون الشباب، ليصبح وضع التدخين وآثاره كارثيا.
مما يعني إهدارًا شديدًا للأموال، إضافة إلى الأضرار الصحية للمدخنين ومن حولهم، بخلاف الحاجة لزيادة مخصصات ونفقات القطاع الصحي الناشئة وبما يستلزم زيادة النفقات في الموازنة العامة للدولة. وهذا يتطلب إجراء دراسات موسعة حول هذه الظاهرة من حيث الأسباب والدوافع وصولا إلى الحد منها.
إن كثيرا من الجوانب الإيجابية التي يبدع بها الشباب في مجالات عديدة، خاصة ما تشهده مشاريع التخرج في الجامعات من طرح أفكار ومشاريع متميزة ليس في الإطار النظري ولكن على المستوى العملي وإمكانات التطبيق تجاريا، وتقديم حلول لكثير من المشكلات التي يعانيها المجتمع.
وتشمل أيضا بدائل لكثير من السلع المفتقدة أو عالية التكلفة من خلال ابتكارات واختراعات تحتاج إلى من يدعمها ويساندها.
إن ابداع الشباب نجده أيضا في مجال المقاومة الباسلة التي شهدتها فلسطين التاريخية خلال مواجهات معركة سيف القدس والحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة في مايو 2021، وكذلك في الانتفاضات والهبات الفلسطينية ومسيرات العودة وغيرها من أشكال التضحيات التي يقدمها الشباب الفلسطيني بلا كلل سعيا لمستقبل أفضل أسوة بما تتمتع به شعوب العالم الأخرى.