فلسطين أون لاين

تقرير محللان: تصريحات "الأحمد" إعلان صريح باستمرار حصار غزة

...
صورة أرشيفية
رام الله-غزة/ جمال غيث:

عدَّ محللان سياسيان تصريحات عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، بأنه لا إعمار في غزة دون تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، إعلانًا صريحًا بمواصلة السلطة حصار قطاع غزة.

وأضاف المحللان في حديثين منفصلين لصحيفة "فلسطين" أن تأخر إعمار غزة ومنع إدخال المنحة القطرية، يدلل على وجود أيادٍ خفية تحاول النيل من الغزيين ومقاومتهم، ودفعهم إلى الاستسلام، مؤكدين أن ذلك لا يخدم إلا الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية التي تسعى لهدنة طويلة مقابل نزع سلاح المقاومة.

وكان الأحمد قد قال في تصريحات له: إن السلطة موقفها ثابت بخصوص إعادة إعمار قطاع غزة، بأن يكون من خلال الحكومة برئاسة محمد اشتية، وأنه لا إعمار دون تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، وأن المطلوب فقط تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع حركة حماس.

وقال المحلل السياسي عادل سمارة: إن تصريحات الأحمد بمنزلة إعلان صريح بمسؤولية السلطة عن إعاقة إعمار غزة، متسائلًا: لماذا تربط السلطة شهداء وفقراء غزة بتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، ومن الأهم الشرعية المزعومة أم إنهاء معاناة الأهالي؟

واستغرب سمارة تصرفات حكومة اشتية في رام الله بإبقاء أزمات ومعاناة أهالي القطاع وربطها بملفات وقضايا لخدمة أجندتها، مضيفًا أن تعطيل السلطة إعادة إعمار غزة، وعدم السماح بإدخال الأموال القطرية للأسر الفقيرة، يدلل على وجود جهود ضد القطاع وأهله ومقاومته.

ورأى أن تصريحات الأحمد تؤكد أن السلطة غير معنية بإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، مدللًا على ذلك بتصريحات قيادتها بشأن القطاع وإعاقة إعادة الإعمار، وتواصل العقوبات على غزة.

وحث سمارة الدول المانحة على الضغط على السلطة، والبدء في إعادة إعمار غزة والتخفيف من معاناة الأهالي، وتحقيق وحدة وطنية حقيقية، والتحلل من كل الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الإسرائيلي، والالتفات حول خيار الشعب الفلسطيني المقاومة ودعم صموده.

تحريض المواطنين

وقال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل: مرة أخرى نتأكد أن السلطة تقف خلف إعاقة إعمار غزة، مضيفًا أن تأخر الإعمار وعدم وصول المنحة القطرية من نتائج الانقسام الذي ترك خسائر وأضرارًا كبيرة وضخمة على شعبنا.

ورأى عوكل أن الهدف من تأخير الإعمار إفقاد غزة الأمن وتحريض المواطنين على المقاومة، عادًّا أن عدم الإعمار ومنع إدخال المنحة القطرية لا يخدم إلا الاحتلال وأمريكا التي تسعى خلف هدنة طويلة مقابل نزع سلاح المقاومة، وهو ما لا يكون في مصلحة القضية الفلسطينية مطلقًا.

وحث الكاتب والمحلل السياسي على دعم صمود الغزيين والفصائل الفلسطينية، وأن تمارس الأخيرة الضغط على السلطة والاحتلال للسماح بإدخال كل احتياجات القطاع.

ويرى عوكل أن معاناة أهالي القطاع ستستمر إن لم يتم إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة كليًّا، داعيًا السلطة إلى التخفيف من معاناة سكان القطاع، والعمل على إنهاء الانقسام.

وأكد ضرورة إنشاء مبادرات حقيقية تزيل الانقسام، ولو بالتدريج، وأن تسهل السلطة وصول مواد البناء والمساعدات الدولية والعربية للقطاع.

ويعاني قطاع غزة أزمات اقتصادية خانقة بسبب الحصار المتواصل منذ 15 عامًا والعدوان الإسرائيلي المتكرر، وسياسات السلطة في رام الله تجاه القطاع التي انعكست تداعياتها على العديد من الجوانب في حياة ما يزيد على مليوني نسمة يعيشون في القطاع.