تزداد القناعات الإسرائيلية بأن هجوم الساعات الأخيرة على السفينة المملوكة إسرائيليا في بحر العرب، تمت بمساعدة الحرس الثوري الإيراني في عملية مخطط لها، وتشير لقدرات استخباراتية متقدمة، ما يعني تفاقما لاستراتيجية رد المحور الإيراني على تصرفات (إسرائيل)، ويؤكد أننا أمام تطور جديد يشير لتشديد الخط ضد العمليات الحربية الإسرائيلية.
في الوقت ذاته فإن الرد الإسرائيلي على هذا الهجوم الإيراني سيأتي في الطريق، وفقا للتقدير السائد في (تل أبيب)، على الرغم من أنه سيستغرق وقتًا لجمع المزيد من المعلومات الاستخباراتية قبل العملية، والاستعداد لها، وكل ذلك يؤكد أننا بتنا أمام مواجهة تصاعدية يمكن وصفها بـ"حرب السفن" الإسرائيلية الإيرانية.
تجدر الإشارة إلى أن الاستهداف الإيراني للسفينة المملوكة إسرائيليا سبقه هجوم إسرائيلي في بلدة القصير بسوريا بهدف منع تسليم شحنات بطاريات صواريخ دفاع جوي لحزب الله في لبنان، ووسائل إنتاج صواريخ أرض - أرض دقيقة، ويحتمل أن الشحنة وصلت من إيران أو شمال سوريا لمستودعات تقع في منطقة مطار الضبعة، وأن يكون عناصر حزب الله قُتلوا في الهجوم، ما دفع الحزب للتفكير بالانتقام من (إسرائيل)، بلجوئه للحرس الثوري، كل هذا وفق الرواية الإسرائيلية، التي لم تنفِ أو تؤكد من أوساط إيران والحزب.
على الرغم من ذلك، يمكن التقدير بأن الهجوم الإيراني على السفينة المملوكة إسرائيليا جاء انتقاما مما حصل ببلدة القصير، ما يتطلب في ضوء الحالة الراهنة أن تعيد (إسرائيل) حساب مساراتها جيدا، لأنها قامت أخيرًا بتغيير مسار السفن، بعد أن قرر الإيرانيون أن البحر هو الساحة التي لديهم فيها أفضل فرص النجاح.
يمكن الحديث في هذه العجالة عن جملة احتمالات من بينها أن الإيرانيين هاجموا السفينة المملوكة إسرائيليا عبر تقديم "خدمات انتقامية" لحزب الله، وربما استخدموا طائرة دون طيار لضرب السفينة، أو زوارق سريعة مطلقة من البحر، أو متفجرات مثبتة على جدران السفن، وتفجيرها عن بعد، أو ألغاما بحرية موضوعة على ممرات ملاحية دولية، لكنهم أثبتوا قدرتهم على إطلاق طائرات دون طيار على بعد مئات الأميال قبالة سواحلهم.
مع العلم أن هذه العمليات تتطلب قدرات استخباراتية متقدمة لتحديد موقع السفينة، وحساب مسارها الدقيق، ومتى تطير طائرات دون طيار، وإمكانية اصطدامها بالمتفجرات الموجودة على السفينة، وهناك احتمال أن الإيرانيين أطلقوا الطائرات المسيرة الهجومية ليس من أراضيهم، ولا اليمن وعمان، بل من سفينة إيرانية أكبر تبحر في المنطقة، وهذا يرسل إنذارا إيرانيا بتغيير قواعد اللعبة أمام (إسرائيل).