فلسطين أون لاين

"خارطة طريق" إسرائيلية لمواجهة التهديدات المحيطة

قدم معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب وثيقة لرئيس الاحتلال يتسحاق هرتسوغ يستعرض فيها التحديات والتهديدات الأمنية الرئيسية، وطالبته بالاستعداد لسيناريو التوصل الى اتفاق تكون فيه إيران دولة على حافة العتبة النووية، ولديها القدرة على حيازة القنبلة النووية في غضون أشهر قليلة، فيما يزداد الخطر على الجبهة الشمالية لأن لبنان يشهد انهيارا تدريجيا.

تضمنت الوثيقة كثيرا من البنود والتفاصيل، وأشرف عليها البروفيسور مانويل تراختنبرغ بعنوان "التحديات الاستراتيجية الرئيسية لإسرائيل والتوصيات السياسية للنصف الثاني من 2021"، وعرفت برنامج إيران النووي بالتهديد الأكثر خطورة لإسرائيل، لأنها تكتسب المعرفة اللازمة للأسلحة النووية، وتتقدم في تخصيب اليورانيوم لمستويات عالية.

بالنسبة للساحة الشمالية، فإن احتمالات التهديد هناك تتزايد في ظل ضعف لبنان إلى درجة التفكك، والمزيد من الانقسام في سوريا، مما يسمح لإيران بتعميق تدخلها، وبناء "آلة الحرب" التي تعتمد بشكل متزايد على القدرات الهجومية الدقيقة، ورغم وجود ردع متبادل بين (إسرائيل) وحزب الله، لكن احتمالية التدهور نتيجة للأنشطة التي قد تؤدي إلى ديناميكيات التصعيد تتزايد.

على الصعيد الفلسطيني، تبدو هذه الساحة هامشية على جدول الأعمال الدولي والإقليمي، وفق تقدير الوثيقة الإسرائيلية، لكن ذلك يتزامن مع دعوة (إسرائيل) لتعزيز السلطة الفلسطينية، لأن ضرورة تقويتها يكمن في تحقيق استقرار أمني للضفة الغربية، والمحافظة عليها كشريك في تسوية مستقبلية، مع الحفاظ على حوار سياسي رفيع المستوى، وتعميق التوأمة الأمنية، والاستعداد لانتهاء عهد أبو مازن، خاصة في ظل تقوية حماس.

في المقابل، تدعو الوثيقة إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق مع حماس لوقف إطلاق نار طويل المدى، يشمل قضية الأسرى والمفقودين، وإعادة تأهيل البنى التحتية في غزة، بوساطة مصرية ومساعدة دولية، بما في ذلك إعادة التأهيل والتنمية الاقتصادية، مع إنشاء آلية فعالة لمنع تسلح المقاومة؛ وفي الوقت ذاته الاستعداد لعملية عسكرية في غزة.

صحيح أن (إسرائيل) لم تفقد قوة ردعها، وأعداؤها يدركون قوتها، لكن قد تحدث مواجهة في الساحة الشمالية وأمام غزة بسبب ديناميات التصعيد، وفي هذه الحالة تدعو الوثيقة الإسرائيلية لصياغة استراتيجية أمن قومي حديثة، كأساس لمفهوم جيش الاحتلال الإسرائيلي للعمليات، وتحديث خططه العملياتية، والموافقة على خطة متعددة السنوات لبناء الطاقة، بما في ذلك مخطط ميزانية متعدد السنوات.

عند الحديث عن العلاقة مع النظام الدولي، تطالب الوثيقة أولاً وقبل كل شيء، بإقامة علاقات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وإدارته، مع الحفاظ على علاقات وثيقة مع الحزب الجمهوري وأنصاره، وإنشاء قنوات منفصلة للحوار بشكل ينسق ويؤثر على السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، واستغلال الفرص المتاحة داخلها، خاصة مواجهة تهديدات إيران، وتعزيز التطبيع، وفهم مخاطر ونقاط الخلاف بينهما.