فلسطين أون لاين

دولة الاحتلال تحيط نفسها بمزيد من الجدران الأمنية

تحذر الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية من التخلي عن خط التماس مع حزب الله على الجبهة الشمالية مع لبنان، في ضوء سهولة اختراقه الحدودَ، بصفتها نقطة ضعف، وفي غضون دقيقة واحدة، يمكن لأي لبناني أن يكون داخل فلسطين المحتلة، ما دفع جيش الاحتلال لإعداد خطة لتحصين الحدود، لكنها لا تزال على الورق.

تشهد الحدود اللبنانية الفلسطينية بين حين وآخر اقتراب نشطاء حزب الله بهدوء من السياج الحدودي، قرب كيبوتس مالكية، غير بعيد عن مارون الراس، وتحت جنح الظلام، يصلون للسياج، ويقطعونه بالمناشير الكهربائية، وخلال دقائق، يمزقونه، ويدخلون عبر فتحة كبيرة نسبيًا طولها ثلاثة أمتار، ومن خلالها يمكنهم العبور بسهولة داخل فلسطين المحتلة.

أدركت قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال بسرعة أن حزب الله قادر على الوصول لخط التماس بسهولة، من خلال اختراق السياج القديم، وعليه فهو لا يواجه صعوبة بضرب (إسرائيل)، واختراقها، في ضوء أن الحزب سرب أكثر من مرة في السنوات الأخيرة أن لديه خطة اقتحام كاملة لمداهمة المستوطنات والقواعد العسكرية في الجليل بمئات المقاتلين في عمليات تسلل عليا.

يعتمد الحزب في خطته هذه، وفق المزاعم الإسرائيلية، على كثافة الضباب، والتضاريس الجبلية، والسياج المنخفض منذ السبعينيات والثمانينيات، وهذا ضعف حقيقي، لأنه في غضون دقيقة من الركض يمكن أن تكون داخل مستوطنة إسرائيلية، سواء في ظل تزايد حالات التسلل اللبنانية، أو وصول عشرات المتظاهرين في منطقة المطلة، وتنامي حجم تهريب المخدرات والسلاح.

هذا الواقع الأمني الخطر يطرح أسئلة عن سبب الإهمال الإسرائيلي لهذا السياج أمام حزب الله "العدو الأول" لـ (إسرائيل)، كما وصفه رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت، و"أقوى جيش في الشرق الأوسط بعد الجيش الإسرائيلي"، كما وصفه مسؤول كبير في القيادة الشمالية، على الرغم من أن الأوساط العسكرية عرضت على المستوى السياسي خطورة الوضع وتداعياته، وخطة لبناء الحاجز المناسب، وإمكانية إقامته خلال 5-10 سنوات.

على الرغم من ذلك لم تتم الموافقة على الخطة، أو وضعها في الميزانية، ما دفع مسؤولين عسكريين لاعتبار ذلك جزءًا من العبث، الذي يتمثل بأن يتم بناء سياج جديد في الجولان على طول الحدود بكاملها، وآخر لوقف المتسللين من سيناء بأكثر من ملياري شيكل، في حين أن الحدود اللبنانية يعترضها فقط سياج من مترين ونصف المتر في أحسن الأحوال، مساحة 20 بوصة من الأسلاك الصدئة والشجيرات الشائكة.

الخلاصة أن دولة الاحتلال التي ترى نفسها محاطة بأعداء من كل حدودها الجغرافية، أقامت "جدار الفصل العنصري" بالضفة الغربية، مروراً بـ "الحدود القاتلة" مع غزة، وصولا "للسياج الهائل" على حدود سيناء، واليوم يتم الحديث عن إقامة جدار جديد مع لبنان خشية الخطر الداهم.