فلسطين أون لاين

​الطقوس "التلمودية" تفسد الجوّ الرمضاني على المقدسيين

...
غزة - هدى الدلو

في تلك البقعة الأرضية التي تتلألأ استقبالًا لشهر رمضان المبارك، يعكف أهل القدس على إلباس الأقصى ثوبًا جديدًا ليشد الزائرين والمصلين، إلى جانب الجو الروحاني الذي تفرضه طبيعة المدينة، ولكن يفسد هذا الجو الرمضاني ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وما يمارسه اليهود من طقوس تلمودية استفزازًا لمشاعر المسلمين.

غصة في القلب

المقدسية الأربعينية رائدة سعيد وهي أم لستة أبناء، من مخيم شعفاط وهو أحد المخيمات التي أنشأت بسبب حركة النزوح للاجئين الفلسطينيين، ويقع بين قريتي عناتا وشعفاط ضمن حدود القدس في الضفة الغربية.

قالت لفلسطين: "قبل أن تهب نسمات رمضان يعمل المقدسيون على نفض غبار الاحتلال ومستوطنيه الذين دنسوه باقتحاماتهم المتكررة للأقصى، فالأقصى هو قلب الفلسطينيين، كما أن قدسيته ومعالمه تؤكد أنه إسلامي الديانة وعربي الهوية".

وأوضحت سعيد أنه رغم الأجواء والشعائر الدينية في رمضان التي تسيطر على المسجد الأقصى إلا أن الاقتحامات في الفترة الصباحية لم تتوقف، إلى جانب ممارسة اليهود لطقوسهم التلمودية، ففرحتهم بشهر رمضان ممزوجة بالألم بفعل الاحتلال وممارساته.

وبينت أن ممارسة هذه الطقوس في شهر رمضان بالتحديد من شأنه أن يُزعج المسلمين، ويضيق مشاعرهم، "أنا بمجرد أن أراهم وأسمع صوت ممارساتهم لطقوسهم أشعر بغصة في قلبي، وخاصة عندما يرمون بأنفسهم على الأرض أمام المسجد الأقصى"، وفق قولها.

وأضافت سعيد: "ولكن ليس باليد حيلة، فهذه الممارسات تستفز مشاعرنا وتفسد الجو الرمضاني والروحاني، كما أنه في أوقات كثيرة نمنع من دخوله ونبقى على أبواب المسجد الأقصى وهذا بحد ذاته استفزاز كبير".

وأشارت إلى أن المرابطين كانوا في السابق يتصدون لهذه المحاولات والممارسات، ولكن حاليًا أغلب المرابطين مبعدون، وفيما سبق كانوا يتصدون لهم بالتكبير.

استفزاز للمشاعر

فيما قال مدير المسجد الأقصى عمر كسواني: "كثيرًا ما تحدث دعوات متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك لإقامة طقوس تلمودية داخل الحرم القدسي، تحت حماية قوات جيش الاحتلال".

وأوضح أن حراس الأقصى وطلاب العلم يتصدون لهم، رغم اعتقالهم واتخاذ قرارات بإبعادهم عن المسجد الأقصى، ويحدث في أحيان كثيرة اشتباك بين الحراس والقوات الخاصة بسبب اقتحامهم وأداء صلوات تلمودية في باحات الأقصى.

وأشار كسواني إلى أن ما يقوم به اليهود والمتطرفون يتم بحماية الجيش المدجج بالسلاح، "ولا يعطي الحق لهم ولا لحكومة الاحتلال بأن يقوموا بهذا الطقوس لما لها من استفزاز لمشاعر المسلمين خصوصًا في شهر رمضان"، وفق قوله.

وأضاف: "كما أن إجراءات الاحتلال الأمنية التي تهدف إلى تسهيل ممارسة المستوطنين لاقتحاماتهم وطقوسهم، تحول دون الاحتكاك مع المقدسيين الذين تتملكهم مشاعر الغضب مع رؤية مشاهد تدنيس وانتهاك حرمة الأقصى".

ونوه كسواني إلى أن من أكثر الأماكن التي يُمارس فيها الطقوس هي من جهة باب المغاربة، ويتم في وقت الصباح، من الساعة السابعة حتى الحادية عشرة قبل الظهر، ولذلك يتوجب على العالم العربي والإسلامي وحراس المسجد الأقصى ووزارة الأوقاف الدفاع عن الأقصى من هذه الهجمة الشرسة من المتطرفين.

ولفت إلى أنه حاليًا لا يوجد مرابطون في المسجد الأقصى سوى مرابطين من وزارة الأوقاف هم من يدافعون عنه، ويمنعون قدر المستطاع من إقامة الصلوات التلمودية والجولات الاستفزازية التي تستفز وتثير مشاعر المصلين.

ودعا كسواني إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى ليس في شهر رمضان فقط، بل في جميع الأيام من أجل تعزيز إسلامية المسجد الأقصى للصلاة والدراسة في مصاطب العلم.