اعتبر رئيس اتحاد الجاليات والمُؤسسات الفلسطينية في أوروبا، فوزي إسماعيل، تهجم رئيس السلطة محمود عباس على الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعضو المكتب السياسي فيها خالدة جرار بمثابة "انحطاط سياسيّ وأخلاقيّ" وصلت إليه قيادة السلطة الفلسطينية، "ويكشف عن الواقع القياديّ المأزوم الذي لم يعد يحتمله شعبنا".

وكانت صحيفة "العربي الجديد" نقلت عن مصدر مسؤول حدوث حالة من الجدل الحاد بين عباس وخالدة جرار القيادية في الجبهة الشعبية خلال الاجتماع الأخير للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والذي عقد في رام الله الثلاثاء الماضي، حيث طالبته في مداخلتها بتنفيذ قرارات المجلس المركزي وعلى رأسها وقف التنسيق الأمني، هنا قاطعها الرئيس قائلاً: "جكر فيكي ما بدنا نوقفه".

واتهمت جرار السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية بالتقصير الفعلي في قضية الأسرى، حيث لم تقدم الدعم السياسي اللازم من خلال طلب اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو مجلس الأمن، أو إحالة الملف للمحكمة الجنائية الدولية أو وقف التنسيق والتلويح بذلك، وهنا أيضاً لم تسلم النائبة جرار من المقاطعة من قبل عباس الذي اتهم الجبهة الشعبية بصريح العبارة بـ"التنسيق مع المتآمرين داخل حركة فتح لإسقاط السلطة".

وأشار إسماعيل في بيان له نشر اليوم إلى أن هناك سُلوكًا سياسيًّا مُريبًا وتجاوبًا خطيرًا جاريًا من قيادة السلطة في التعاطي مع مشاريع التصفية الأمريكية والإسرائيلية وما يسمى "مُقترحات ترامب" التي في الحقيقة هي شروط وبرنامج عمل للتنفيذ والتطبيق وليس للحوار، مُعتبراً أن هذا "السلوك الإقصائي الذي يمارسه عباس هو تعبير عن ارتباك وضعف أكثر من أيّ شيء آخر".

وحذر اسماعيل من خطورة سلوكيات قيادة السلطة "بسبب الموقع السياسيّ الذي يحتله محمود عباس إذ يحتكر التمثيل الرّسميّ ويتبنى سلوك الإقصاء وتسعير الخلاف الداخليّ الفلسطينيّ بَدل الحوار والمُشاركة وتحقيق الوحدة، كما أن صاحب مشروع أوسلو الفاشل يدير مؤسسات السلطة والمنظمة وفق عقلية المزرعة كأنه مسؤول عن محل بقالة في السوق وليس عن حركة تحرر وطني وشعب مناضل تعداده تجاوز 12 مليون انسان".