فلسطين أون لاين

تحليل رسائل المقاومة لجنود الاحتلال.. حرب نفسية للضغط على قادتهم

...
غزة/ نور الدين صالح:

لا تتوانى المقاومة الفلسطينية في استخدام شتى الوسائل لإحداث حالة إرباك داخل المجتمع الإسرائيلي على جميع الأصعدة، استكمالاً لما حققته خلال معركة "سيف القدس" الأخيرة التي أظهرت فيها حجم قوتها العسكرية.

ففي خطوة أرادت منها بث حالة الرعب وممارسة الحرب النفسية، أرسلت المقاومة في غزة رسائل تهديد للهواتف الشخصية للعشرات من جنود جيش الاحتلال، وهو ما دفعهم لإبلاغ قادتهم على الفور لفحصها من جهاز الأمن العام "الشاباك"، وفق ما نقلت القناة (20) العبرية.

وجاء في الرسالة بحسب القناة (20): "يمكننا الوصول إليك وإطلاق الصواريخ على المنطقة التي تعيش فيها في جولة القتال القادمة، الجيش يتخلى عنكم مثل هدار غولدين... إلخ".

وفي أعقاب ذلك أصدر الجيش تعليمات عاجلة للجنود، بأنه إذا تلقيت رسالة من حماس فلا ترد عليها وحظر الرقم وحذفه.

الحرب النفسية

الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية محمد أبو هربيد، رأى أن رسائل المقاومة لجنود الاحتلال تندرج ضمن إطار الحرب النفسية، التي تتبعها المقاومة بعيداً عن الحرب العسكرية.

وقال أبو هربيد خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، إن هذه الأساليب من المقاومة لا تتوقف، فهي تأكيد من المقاومة أن حالة الحرب مفتوحة مع الاحتلال، مشيراً إلى أن وصول المقاومة للجندي الإسرائيلي الذي يمثل العنصر الأساسي في منظومة الجيش يثير القلق والرعب بسأن كيفية حصولها على أرقام هواتفهم.

وأوضح أن هذه الرسالة "واقعي" وتعبر عن مدى قدرة المقاومة، وصدقها في إمكانية إطلاق الصواريخ في المكان الذي يوجد فيه الجندي، خاصة أن الشارع الإسرائيلي فقد ثقته في قيادته خلال معركة سيف القدس الأخيرة.

وبيّن أبو هربيد، أن هذه الرسائل تثير القلق لدى المؤسسة الإسرائيلية سيّما أن هذه المعركة انتقلت داخل الثكنات العسكرية والجنود، إضافة إلى إحداث حالة ضغط من عائلات الجنود الأسرى لدى المقاومة في غزة ضد قيادتهم.

وعد ذلك دليلاً على أن المقاومة لديها بنك أهداف وخطة واضحة تسير حسب المطلوب، وأن الأمر لم يقف على تطوير الجوانب العسكرية، بل يتم التحرك في كل المسارات حتى تكون فعالة وتحقق أهدافها.

إحداث الضغط

إلى ذلك، يرى الخبير في الشأن الأمني محمد لافي، أن ارسال هذه الرسائل من المقاومة يأتي في ظل تعثر المفاوضات بين المقاومة ودولة الاحتلال برعاية مصرية بشأن تخفيف الحصار وإنهاء ما ترتب على معركة سيف القدس.

وأوضح لافي خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن المقاومة تريد إحداث الضغط في صف المجتمع المحلي الداخلي الإسرائيلي، خاصة إذا وصل للجنود الذي يعرف مدى مصداقيتها، وفق تجربتهم في معركة سيف القدس.

ورأى أن المقاومة أرادت إيصال رسالة للمجتمع الإسرائيلي بأن "حكومته فاشلة في تحقيق أهداف شعبها وغير جادة في إنهاء العدوان مع الشعب الفلسطيني".

واعتبر أن رسائل المقاومة تمتاز بجديتها، خاصة أنها تستطيع الوصول لأي جندي إسرائيلي، مشيراً إلى أنها تندرج في إطار الضغط على المفاوض الإسرائيلي بشأن حلحلة الأوضاع في غزة خشية اندلاع حرب جديدة.

وعدّ هذه الخطوة "تطوراً نوعياً" للمقاومة، علماً أنها ليست المرة الأولى، ما يدل على أنها تُجيد الوصول إلى المجتمع الإسرائيلي وليس عبر الإعلام أو حكومة الاحتلال.

المصدر / فلسطين أون لاين