في بيت يضم 27 فردًا، كانت عائلة ياسين لا تزال موجودة في بيتها بحي الزيتون في مدينة غزة على الرغم من الخطر الكبير الذي كان يحيط بهم بسبب القصف المتواصل من طائرات الاحتلال خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة.
لم تسلم هذه العائلة كغيرها من مئات العائلات التي تضررت منازلها بسبب قصف الاحتلال للبيوت في مختلف مناطق القطاع، ليكون نصيبها صاروخًا سقط بجوار منزلهم.
هذا الصاروخ الذي نزل بجوار منزل ياسين في أرض زراعية مساحتها 500 متر، تسبب بأضرار كبيرة في المنزل ومحيطه، كان أخطرها تساقط الطين من الأرض الزراعية التي نزل بها الصاروخ على الطابق الثالث في بيتهم وغرق حفيدهم الصغير تحته.
يقول رب الأسرة أحمد ياسين: "أجواء العدوان كانت مرعبة للغاية خاصة بسبب وجودنا في المنطقة الشرقية من مدينة غزة، إذ لم تكن القذائف والصواريخ تتوقف عن التساقط في محيطنا، ولكن أكثرها ضررًا هو الصاروخ الذي سقط بجوارصواريخ المنزل بعد العصر من اليوم الخامس من العدوان".
يضيف: "سقوط الصاروخ بجانبنا جعل الطين يتطاير ويصل إلى الطابق الثالث الذي كان سقفه من الزينكو ليغرق الشقة بالطين ويغرق معها حفيدنا الصغير ذا الثلاث سنوات"، لافتًا إلى أن ابنه صعد في إثر صراخ كِنَّته التي لم تدري ما تفعل في وسط هذه الأحداث.
جاء الابن وانتشل الصغير من تحت طبقات الطين التي تكومت بكميات كبيرة فوقه، ليكون له نصيب من الحياة.
هذا الصاروخ تسبب بدمار كبير في منزل العائلة الذي يعيش فيه كل من الأم والأب وأربعة أبناء متزوجين مع أسرهم، ليصاب المنزل بتشققات في كل أركانه، وتتساقط أجزاء من جدران غرفه في كل الطوابق الثلاثة.
ضربة الصاروخ تسببت بتشتت العائلة ولجوئهم إلى أقاربهم، لتذهب كل كنة مع أطفالها إلى بيت أهلها، ويبقى شباب العائلة في البيت يرفضون الخروج منه لتبقى قلوب من خرجوا معلقة بهم وخائفة على من بقي فيه.
خوف استمر على مدار أيام العدوان، ليكون الإيمان بالله السلاح الأقوى وقراءة القرآن هي الحصن والحامي لهم، ليتوقف العدوان الذي انتهى بسلامتهم ولكن بدمار كبير في المنزل.
ياسين يؤكد أنه سيعيد بناء منزله من جديد، وأنه لا شيء أفضل من الدفاع عن القدس والأقصى الذي يرخص من أجلها كل غالٍ ونفيس، حتى لو كان في المال أو الأولاد والأحفاد، فإن استشهد ابن سيولد غيره وإن تدمر بيت سيُبنى واحد آخر، ولكن المسجد الأقصى ليس له بديل.