ضجت وسائل الإعلام يوم أمس الثلاثاء بمقطع فيديو يظهر فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يتعرض للصفع من قبل شاب كان من بين الجمهور الذين التقى بهم ماكرون خلال زيارة رسمية لمنطقة دروم خارج مدينة فالنسيا، جنوب فرنسا، بنية (جس نبض الشارع الفرنسي) عقب جائحة كورونا.
ولفت انتباه المراقبين صرخة "المهاجم" في وجه ماكرون "تسقط الماكرونية" ومن ثم أمسك بيد الرئيس ليوجه له صفقة قوية وهو يقول: " مون جوا سانت دونيس (Monjoie Saint-Denis) "وهي عبارة من كلمتين، الأولى "مون جوا " والتي ترمز إلى راية حرب تاريخية، و"سانت دونيس" وهي مرادف لوصف القديس دونيس، وهو تعبير يستخدمه بعض أنصار اليمين المتطرف الفرنسي وخاصة أنصار الملكيين، بحسب موقع "أكتي سانت دونيس".
وبالنظر إلى حالة الركود الاقتصادي التي تمر بها فرنسا والتي قد ترفع عجز الموازنة العامة إلى 220 مليار دولار، والأزمات الاجتماعية والسياسية (صعود اليمين المتطرف المناوئ لماكرون الجمهوري)، يمكن تفسير السبب الذي من أجله تلقى الرئيس الفرنسي صفعة أمام الجمهور وعدسات الإعلام.
فبحسب تفسير العديد من المراقبين للمشهد الفرنسي فإن الصفعة التي تلقاها ماكرون لم تكن لشخصه وإنما لسياساته في إدارة البلاد وهو المقصود بهتاف المهاجم "تسقط الماكرونية"، ودعوة لإحياء الملكية والإقطاعية التي قضت عليها الثورة الفرنسية (1789-1792) والتي حاولت العودة للحياة السياسية عدة مرات قبل أن يؤدها بشكل نهائي الرئيس الفرنسي "شارل ديغول" في خمسينات القرن الماضي(1958م).
وبحسب الاستطلاعات الأخيرة للرأي العام الفرنسي، تشهد فرنسا صعوداً ملحوظاً لزعيمة اليمين الفرنسي المتطرّف، رئيسة حزب التجمع الوطني، مارين لوبان، على حساب اليمين الجمهوري الذي يمثله ساركوزي، وهو ما دفع مراقبون لتفسير جولة ساركوزي الحالية على المدن والبلدات الفرنسية – والتي تستمر شهرين- على أنها دعاية انتخابية مبكرة للانتخابات الرئاسية الفرنسية المزمع عقدها العام المقبل 2022م.
ويبقى السؤال هل تشفع الصفعة لـ"ماكرون" بسبب سياساته التي أضعفت البلاد وتمنحه فرصة ثانية في الحُكم، أم أنها ستكون إعلان لعودة (الأنا) الفرنسية على غرار النازية الألمانية، متمثلة بـ"لوبان"؟!