مع قرب إعلان الحكومة الإسرائيلية البديلة لنتنياهو كشفت تقارير أمنية أن الأجواء السياسية تشهد توترا غير مسبوق، وتبادل اتهامات قاسية دفعت نداف أرغمان رئيس جهاز الأمن العام-الشاباك، لإصدار تحذير من وقوع اغتيال سياسي وشيك.
في حين نشر نتنياهو على فيسبوك نصاً من التوراة يتحدث عن الجواسيس والخونة، وأشعل هذا النص عاصفة سياسية بين مؤيديه، حين ساوى بين الجواسيس العشرة الواردين في التوراة مع أعضاء الحكومة الناشئة.
هذه الأجواء الملبدة تزامنت مع تحذير أرغمان عبر بيان غير عادي يحذر من اغتيال سياسي في أعقاب التغيير الوشيك للحكومة، مشيرا إلى التطرف الشديد في الخطاب العنيف والتحريضي على وسائل التواصل، ما يعني أننا أمام تحذير استراتيجي في ظل الفوضى التي تحيط بـ(إسرائيل)، واشتداد التحريض مع مرور كل يوم قبل أداء اليمين الدستورية للحكومة الجديدة، ولذلك لا ينبغي استبعاد مثل هذا السيناريو.
لا يجب أن يبدو الأمر وكأنه هجوم على الكنيست، بل قد يكون اعتداء على منزل أحد أعضاء حكومة التغيير الذين يحتج أنصار نتنياهو أمام بيوتهم، وقد يسفر ذلك عن إصابة جسدية لسياسي أو قاضٍ أو صحفي، وبات الأمر فقط بحاجة لأحد مؤيدي نتنياهو مغسول دماغه، يفسر كلماته على أنها رخصة للقتل.
صحيح أنه لا توجد معلومات محددة عن اغتيال سياسي وشيك، لكن الجهات الأمنية الإسرائيلية حددت زيادة كبيرة في التحريض والعنف، دون توافر معلومات عن خطة لإلحاق الأذى بالسياسيين، ولم يتم القبض على أي مشتبهين أو استجوابهم بتهمة التحريض على العنف.
لكن ما حسم الأمر، ودفع رئيس الشاباك لإعلان تحذيره غير المعتاد هو مدى التحريض والدعوة للعنف على شبكات التواصل، وشيوع الأجواء المتوترة والعنف اللفظي، والقلق من تحول التوترات اللفظية إلى إجراءات متطرفة، وإلحاق الأذى بالسياسيين، وبات الخوف فعلياً من تحول العنف ضد السياسيين المشاركين بحكومة التغيير من أقوال إلى أفعال.
يستذكر الإسرائيليون في هذه الأجواء ما عاشوه قبيل اغتيال اسحاق رابين في 1995، ما دفع بأجهزة الأمن للتحذير من أي خطوة غير مسئولة، ولذلك نشر أرغمان رسالته الخطرة، لأنه يشعر بمدى التحريض على العنف الناشئ حول تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة، بسبب السوء الشديد في الأجواء، وحالة الجدل والشقاق والتصريحات الصادمة، والخشية الإسرائيلية أن يتم ترجمة هذه التهديدات إلى سلوك عملي عنيف.
الخلاصة الإسرائيلية من هذه التحذيرات الأمنية أن هناك قلقا إسرائيليا متناميا من الخطاب التحريضي الذي يتبناه نتنياهو وفريقه، وهي دعوة إيقاظ مدوية لهم للتوقف فورًا عن آلة الكراهية المسؤولة عن بث التهديدات، التي تشير إلى إرث سام تركه بعد اثني عشر عاما من الحكم!