فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تأثر الخريطة السياسية الإسرائيلية بالعدوان على غزة

سيطرت حرب غزة على المشهد السياسي الإسرائيلي في لحظة سياسية حاسمة، ولم يعد معظم اللاعبين الحزبيين في أماكنهم التي كانوا فيها عشية العدوان، ومع العودة إلى الروتين سيعود الوسطاء والمبعوثون إلى العمل، وسترتفع السيناريوهات غير العادية أكثر، وسيحاول الجميع تعظيم مكانتهم في الميدان، بين الانتخابات الخامسة والحكومة الدورية.

اليوم، بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، سيتبدد ضباب المعركة التي ظل فيها النظام السياسي الإسرائيلي مختفيًا منذ 12 يومًا، وستبدأ الفوضى السياسية والحزبية في الظهور مجددًا، على عكس الكليشيهات القديمة التي تقول إنه عندما تدوي البنادق يصمت أصحاب الفكر السياسي، لكنهم هذه المرة لا يصمتون لحظة دون الدخول في الجدل الساخن بشأن التوقيت الدقيق بشكل ملحوظ لحرب غزة.

 من الصعب المجادلة مع نتيجة الاختبار، وهي إزالة التهديد المباشر لحكم بنيامين نتنياهو، وهو يقف في طليعة أصحاب المواقف القوية، لأن قرار نفتالي بينيت إلغاء مشروع التغيير مع يائير لابيد ترك كتلة المعارضة، للمرة الرابعة، بأغلبية في الكنيست، ولكن دون تحالف يمكن أن يحل محل الحكومة.

يعتقد ليكود أنه دون حكومة بديلة يصبح التهديد بالانتخابات الخامسة حقيقة واقعة، وفي هذه الحالة ستزداد فرص تجنيد حزب آخر، أو منشقين عن الحكومة مع نتنياهو، إذ تستغرق ساعة تفويض لابيد 8 أيامًا أخرى، لكن سيتعين عليه تكريس معظم جهوده لمنع نتنياهو من مواصلة تفكيك الكتلة لمصلحته، مع أن بينيت (في الطرف المتطرف المعارض لنتنياهو) يبدو أنه الخاسر الأكبر في هذه الجولة.

وكان بينيت بدأ طريقه ليصبح رئيسًا للوزراء، لكنه في النهاية عاد للتفاوض مع ليكود، مع خوف يحوم من القضاء عليه في الانتخابات الخامسة، حتى في ليكود ليس من الواضح ما الذي سيتبقى من كل الوعود والمقترحات، بعد تأجيل حلم رئيس الوزراء لمصلحة لابيد، الذي كان يشيد بالتنازل عن غرور بينيت، لكن الفشل في استبدال نتنياهو قد يتشبث به أيضًا، ويقوض موقعه في المعسكر الذي يقوده.

أما رئيس حزب "أمل جديد" غدعون ساعر فيبدو أنه في وضع أفضل بعد الحرب، فالانتقاد العدواني والحاسم لعجز الحكومة، وفقدان الحكم والسيادة في غزة واللد ساعده على استعادة نقاط اليمين، وحوله إلى مرشح محتمل لرئاسة الوزراء.

يأمل بينيت وأياليت شاكيد بإقناع غانتس أو ساعر بالانضمام لكتلة واحدة من الحكومة مع نتنياهو، كل هذا بانتظار انتهاء ولاية لابيد، ونقل التفويض للكنيست، حينها ستطير السيناريوهات الإبداعية في الهواء بقوة أكبر، وبعد حل مشروع كتلة التغيير تصل جميع المقترحات التي أرسلها المبعوثون إلى بينيت وغانتس وساعر نيابة عن نتنياهو إلى طريق مسدود عميق.