فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقدير موقف

اعترافات إسرائيلية بطعم الانتكاسة والهزيمة

تتواصل الانتقادات الإسرائيلية ضد الحكومة والجيش عقب وقف إطلاق النار مع المقاومة في غزة، بسبب ما عدته إخفاقات سياسية وعسكرية، وتوزعت الانتقادات بين المستويات السياسية والإعلامية.

تعتقد قطاعات واسعة من الإسرائيليين أن الاستجابة لمطالب حماس في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح ليست مجرد شائعات أو تسريبات، ففي الميدان يتشكل واقع جديد يظهر أن إسرائيل استجابت منذ الآن لهذه المطالب، ورغم أنهم افترضوا أن نتنياهو سيرفض مطالب حماس، لكن التخوف والقلق "سرقا قلبه".

هذا اليوم الثامن عشر الذي يغلق فيه الحرم القدسي في وجه اليهود، وتفيد صورة الواقع، بأن حماس حققت ردعا لإسرائيل في القدس، وهي السبب الرسمي للمعركة التي بدأت وانتهت، وسجلت إنجازا فلسطينيا يتمثل بتجميد للاستيطان اليهودي في القدس، بل إن حماس أعادت للقدس جغرافيا الخوف.

تدعو محافل إسرائيلية نافذة أنه ينبغي الاعتراف بالواقع، وعدم تجميله، رغم أن الاستجابة لمطالب حماس في القدس ستكون سابقة خطرة، غدا سيطالب الفلسطينيون بتجميد وإخلاء اليهود من نقاط استيطانية أخرى في القدس، وسيطرحون مطالب مشابهة في اللد أو عكا، وهذه المعادلة التي تحاول حماس فرضها منذ بداية المعركة.

وتفترض أوساط إسرائيلية أخرى أن وقف إطلاق النار وهمي، فالتحلي بالهدوء دون معالجة تعاظم قوة حماس لا يعد نجاحا إسرائيليا، بالعكس هذا فشل، وقد اكتشف الإسرائيليون في هذه الحرب أن حماس استغلت فترة الهدوء منذ 2014 في تعظيم قوتها، وتحسين قدراتها النارية، ومدى صواريخها.

بدا لافتا أن يطرح الإسرائيليون دعوة للجيش بأن يواصل في غزة مهاجمة وسائل إنتاج المعدات القتالية لحماس وفق صيغة "المعركة بين الحروب" في لبنان وسوريا، لكن مشكوك جدا أن يتبناها الجيش في غزة، لأنه معني بالهدوء فيها، رغم أن استخباراته لم تعرف كيف تقرأ نوايا حماس، وحتى قبل يوم من بدء هذه المعركة، لم يصدقوا أنها ستفعل ذلك، وفوجئوا بها، ما شوش خططه العملياتية.

شئنا أم أبينا، يقول الإسرائيليون، فقد خرجت حماس معززة القوة، ولم تعد فقط قضيتها إلى الوعي الدولي، بل أصبحت لاعبا إقليميا ربط عموم اللاعبين في الساحة، وقفت كـ"درع القدس"، تقود معسكر المقاومة، والخلاصة النهائية من حرب غزة أن حماس انتصرت في القدس، لأنه بسبب إملاءاتها، فإن الحرم القدسي مغلق أمام اليهود، حماس تدعي، وبحق، أنها سجلت انتصارات أخرى، فقد أشعلت الجمهور الفلسطيني في أرجاء فلسطين، وفي العالم.

هذا يعني بنظر الإسرائيليين أن حماس بدأت حرب تحرير "الأماكن الإسلامية المقدسة" من أيدي الاحتلال، وفي هذه الأماكن، ليس فقط في غزة، يجب هزيمته، وتشكيل صورة انتصار، في حين أن إسرائيل لم تحدد أهدافا استراتيجية للمعركة، ولم تتصرف بالطريقة الملائمة، أما حماس فتواصل "سيطرتها" على القدس.