فلسطين أون لاين

أن يكون صديقُك كتابًا؟

جميل هذا الصديق الذي يفتح لك قلبه ويعطيك مفتاح خريطته تصول وتجول فيه دون تذمر لتمتع ناظريك بما لذ وطاب أزهارا وأفكارا وتستنشق من عبيرها ما يعينك على التغلب على الروائح المنبعثة من ضوضاء الحياة، ولا يجبرك على اعتناق أي فكرة، فيكتفي بوضع فاكهة العقل أمامك ويقول " تفضل" ويمنحك الحرية فيما تفعله بعد انتهاء الزيارة.

لقد نال هذا الصديق بكرمه إعجاب الكثيرين لدرجة أن قالوا فيه الأشعار وأصبح لدى البعض صديق عزيز يرجعون إليه بكل شيء، فإن كان عنده مرادهم لم يبخل، وإن لم يمتلك أرشدهم أين يكون المراد، ولكم ساعد هذا الصديق وساهم في تشكيل عقول وقلوب وسلوك الكثيرين وأضفى عليهم هيبةً ووقارا.

لكن مع ازدياد منتجات العصر الحديث تنكر له الكثيرون وأسكنوه هوامش حياتهم وبيوتهم وتقلص الاهتمام به إلى أدنى الحدود.

لذا علينا أن نعيد له الاعتبار من جديد ونعلم أنه مهما حصل من تقدمٍ فلا غنى لنا عنه، فلنحرص جميعنا على زيارة صديقنا ولو مرة واحدة في الأسبوع نمتع أعيننا بما فيه من جمال ونتعلم منه ما يفيدنا، ولنحرص على حسن اختيار الأصدقاء لأن من الأصدقاء من يكون نقمة علينا ويسرق أوقاتنا وعقولنا دون أن ندري.

أن يكون صديقك كتابا يعني؟

_ أن عقلك يزداد نموًا كلما فتحته وقلبت أوراقه.

_ أنك لن تجد من يتمنع عنك وقتما تشاء وحيثما تشاء، فهو ملك يمينك دوماً ويكون في يدك كالخاتم في اصبع العروس

_ أنك لن تشعر بمللٍ أو كلل ولن تشكو من قسوة الوقت وكثرته بل ستشكو من رقة الوقت وقلته وسرعة مروره، وها هو "عباس العقاد" يقول: حياة واحدة لا تكفي لمن يهوى النوم في كنف القراءة والكتابة.

_ أنك ستصبح صاحب رأي ثاقب ومكانة مميزة بين معارفك وأحبابك وتصبح مستشاراً لهم وكاتم أسرارهم.

لكن الملاحظ الآن أن كثيرين يرغبون بالقراءة ومد جسور التواصل مع الكتاب، لكنهم، إما يجهلون تقنيات التواصل، أو لا يملكون الوقت الكافي أو يدعون ذلك .

وبما أننا نعيش في ظلال اليوم العالمي للكتاب 23 ابريل، أقدم لكم نصائح لكيفية بدء علاقة مع الكتاب:

_1_ استعن بالله وثق بأنه تعالى سيوفقك لأنك ستسير وفق أول أمر رباني" أقرأ".

2 _ ابدأ بقراءة كتب توضح أهمية الكتاب ودوره في صقل شخصية القارئ.

3_نظّم وقتك واعلم أن "24" ساعة كافية لإنجاز مهمات كثيرة لو تم استثمارها بشكلٍ مناسب.

4_اختر لنفسك مجموعة كتب عن موضوع واحد يكون محببا لديك، بمعدل كتاب أسبوعيا، متوسط الحجم 100_150 صفحة.

5_حدد مكانا وزمانا للقراءة ويُفضلُ في الهدوء وفي مكانٍ طبيعي، ويُفضلُ عدم القراءة في غرفة النوم.

6_اجعل من قلم الرصاص رفيقك تشير للأفكار والمعلومات الجديدة بالنسبة لك.

7_لخص كل فصل تقرأه، وبعد الانتهاء من الكتاب أعد قراءة الملخص.

8_استمع لمحاضرات صوتية ومرئية عن الموضوع المقروء.

9_ ناقش أهل الخبرة في الموضوع الذي المقروء .

10_جميل لو دخلت في منافسة مع الأصدقاء فهذا عامل محفز ومشجع.

11- حاول نقل ما تعلمته من الكتاب بأسلوبك الخاص لمحيطك واجعله مدار حديث كي تترسخ المعلومات في عقلك.

12_حاول ممارسة ما تعلمته وربطه بالواقع خاصة فيما يتعلق بالأفكار السلوكية.

أظن أن هذه الوسائل وغيرها كفيلة بأن تحسن علاقة الانسان بالقراءة ويصبح محبا لها ويقبل عليها بشغف ، واعلموا أن "أعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في هذا الزمان كتاب" هذا ما قاله المتنبي.