٢٣٠ طعنًا هي مجموع ما قُدم للجنة الانتخابات المركزية ضد القوائم المتنافسة. قائمة (القدس موعدنا) لم تُقدِّم أي طعن، وقالت إنها التزمت ميثاق الشرف، وبما توافق عليه العاروري مع الرجوب. قائمة فتح ممثلة بدلال سلامة قدمت أحد عشر طعنًا في قائمة القدس موعدنا! حسن خريشة استنكر الطعون ومخالفة ميثاق الشرف، وتسخير مقدرات السلطة لصالح حركة فتح.
وبالمناسبة أقول إن العبرة الدالة ليست في الطعون نفسها، ولكن في دلالتها، لأن القانون يسمح لكل المتنافسين بتقديم طعونهم، والفصل في القضية ليس لمقدمي الطعون ولكن للجنة الانتخابات التي هي لجنة محايدة.
العبرة في الدلالة القائلة بأن مواثيق الشرف هي حبر على ورق. ومن يبحث عن الفوز لا يردعه ميثاق، ولا تعوقه الأخلاق، وطلب الفوز يقتضي القيام بالممكن وبغير الممكن، ولكل فعل مبرراته القانونية في معركة ليست من المرحج أن تلتزم القوانين.
تقول إحدى قيادات حماس في الضفة الغربية: رؤساء مراكز الاقتراع كلهم محسوبون على لون سياسي محدد. وتأكد هذا من خلال مديريات التربية والتعليم. كل المراقبين على الانتخابات من الكادر التربوي هم من لون سياسي واحد، ولجنة الانتخابات تغض الطرف عن ذلك.
ثمة فرصة أمام الناخب المقدسي الذي يعامل بالهوية أن ينتخب أكثر من مرة إذا أراد. والحبر الانتخابي ليس عائقًا له. أما عن الحريات فحتى اللحظة لم نشهد تغييرا يُذكر في هامش الحريات، وثمة اعتقالات بين كوادر حماس. قبل أيام اعتقل الاحتلال الشيخ حسن الورديان من بيت لحم، من قائمة (القدس موعدنا)، ولا توجد إجراءات لمعالجة مثل هذه الحالة، لا من السلطة ولا من لجنة الانتخابات والقوائم المشاركة.
إذا كانت الطعون التي قدمتها حركة فتح في الساعة الأخيرة من موعد إغلاق باب الطعون مؤشر إلى ما هو أبعد من الطعون، فإن ما نبهت له شخصية قيادية من سكان الضفة يحمل دلالات أبعد على إمكانية التلاعب وتغييب الشفافية بإجراءات يمكن تغطيتها من خلال اللون السياسي الواحد الذي يشرف على العملية الانتخابية: رقابة، وإدارة، وقضاء.
ما زال أمام القوائم المشاركة في الانتخابات فرصة جيدة بل فرص جيدة لمعالجة الثغرات التي قد تضر بالانتخابات قبل وقوعها، وكما قيل: الوقاية خير من العلاج، ومن أرد صلاة الجماعة توضأ لها مبكرا.