حالةٌ من التراخي والفتور تغلب على فعالياتِ مساندة إضراب الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ المستمر لليوم السادس والثلاثين على التوالي، وبحسب متابعين فإن ثمة أسبابًا جعلتها لا ترقى للمستوى المطلوب لإحداث الضغط اللازم لنصرة الأسرى وتحقيق مطالبهم.
ويخوض أكثر من 1800 أسير في سجون الاحتلال إضرابا مفتوحًا عن الطعام سعياً نحو تحقيق جملة مطالب، على رأسها إنهاء سياسة العزل، والاعتقال الإداري، إضافةً إلى المطالبة بتركيب هاتفٍ عمومي للأسرى الفلسطينيين للتواصل مع ذويهم، إضافة إلى تسهيلات تتعلق بزيارات ذويهم، وتحسين الأحوال المعيشية.
ويصف مدير مكتب إعلام الأسرى عبد الرحمن شديد، مساندة إضراب الأسرى بالضعيفة، في ظل ما يتعرضون له من محاولات كسر إرادتهم من إدارة سجون الاحتلال.
وشدد على أهمية وجود حراك مستمر وضاغط لنصرة الأسرى في إضرابهم، لأن المُساندَة الخارجية "السياسية والشعبية" أمر يعوَّل عليه الأسرى في إضرابهم؛ قائلاً: "الواجب الوطني يُملي على الجميع العمل في كل الاتجاهات الرامية لفضح الاحتلال والضغط عليه لسلبه حقوق الأسرى".
وعن الأسباب التي أدت إلى ضعف الحراك؛ يرى أنها أسباب تتعلق بغياب الإرادة السياسية للمستوى الرسمي الفلسطيني، موضحاً: "هل يعقل أننا حتى الآن لم نسمع حتى اليوم تصريحٌ واضح من رئاسة السلطة في هذا السياق".
وسرد أسباباً أخرى لضعف فعاليات المساندة؛ من بينها قيام الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة الغربية بمحاصرة المظاهرات المساندة لإضراب الأسرى، ومنع وصولها لنقاط التماس مع الاحتلال.
ولفت شديد إلى أن سلطات الاحتلال ترى في المساندة الشعبية الفاعلة في الضفة لإضراب الأسرى تهديدا لأمنها، على عكس ما تراه في قطاع غزة من محدودية التأثير، قائلاً بلهجة اصطبغت بالتهكم: "لقد أراحت الأجهزة الأمنية الاحتلال من هذا الأمر عبر تنفيذ دورها في حماية المستوطنين ومنع تهديدهم".
وأعرب عن أمله في ولادة حراك جماهيري حقيقي تتبناه السلطة الفلسطينية يسمح بخروج أعداد كبيرة من المواطنين إلى الشوارع والميادين والاعتصام لفترات طويلة، إلى جانب تفعيل التصعيد الإعلامي لدعم إضراب الأسرى؛ وفق قوله.
واتفق عضو هيئة الحراك الوطني إيهاب الغصين، مع سابقه شديد، في مسألة أن الفعاليات القائمة لا ترتقي للمستوى المطلوب.
وقال الغصين: "الأسرى في أحوج ما يكون للدعم والمساندة الشعبية والرسمية؛ ورغم أن قطاع غزة يمر بأزمات لا طائل لها، إلا أن حراك دعم ومساندة الأسرى قائمٌ من قِبل الفصائل والهيئات المختلفة، إلا أنه على ما يبدو أن هذه الأزمات أضعفت التفاعل مع القضية".
ولفت إلى أن الفعاليات المساندة للأسرى في قطاع غزة لن تتوقف وستستمر رغم ما تعيشه من حصار واستهداف حتى يتم تحقيق جميع مطالبهم، داعيًا في ذات السياق لإبراز تحرك سياسي وإعلامي يسلط عبره الضوء على قضايا الأسرى وإضرابهم.
ودعا إلى ابتكار أساليب ابداعية للتضامن معهم، وتكثيف هذا التضامن سواء على النطاق الفلسطيني؛ أو الصعيد العربي والإسلامي من أجل وضع نهاية للإضراب بما يحقق مطالب الأسرى الإنسانية والعادلة.