فلسطين أون لاين

استشراف إسرائيلي للتطورات العسكرية المقبلة

يكشف التقييم السنوي لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لـ2021 عن ملامح القتال التي سيخوضها جيش الاحتلال مستقبلًا، وتذكرنا بالجولات الحربية في غزة، بهدف ردع إسرائيل عن مهاجمة أهداف التنظيمات المعادية، فيما تتقدم إيران في خطوات لا رجوع عنها لصنع قنبلة نووية، رغم أن ذلك سيستغرق عامين حتى يكتمل.

لأول مرة منذ نهاية حرب لبنان الثانية 2006، رصد الجيش الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة استعداد حزب الله لتصعيد محدود لمدة يومين وثلاثة أيام، في مخطط يعيد للأذهان جولات القتال في قطاع غزة، رغم أن السنوات الأخيرة شهدت إقامته معادلات مسلحة، أو محاولات للانتقام من جنود إسرائيليين ردًا على هجمات إسرائيلية داخل لبنان وسوريا.

وسيبدأ الجيش مناورة "عاصفة البرق" في الشمال، كخطوة تحضيرية رئيسة لتحسين القدرة القتالية على الحدود اللبنانية، وقد يخلق زيادة احتمالية أيام المعارك في الشمال وضعًا لم يعرفه الإسرائيليون منذ 13 عامًا، وتعيد للأذهان أجهزة إنذار باللون الأحمر، أصداء انفجارات، وذعر مخابئ المأوى، صحيح أن السنوات الأخيرة شهدت تنفيذ الحزب لهجمات قُتل فيها إسرائيليون، لكن معظمها تم احتواؤه في رد طفيف.

الجيش الإسرائيلي يقدر أن الحزب يرغب بإنهاء حساباته المتزايدة مع إسرائيل، رغم الأزمة الحكومية والاقتصادية والطبية في لبنان، لكن أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل بهجماتها الأخيرة الحصول على منظومات صاروخية دقيقة، وهذا يجعل من الممكن تحويل آلاف الصواريخ التي يحملها الحزب إلى صواريخ دقيقة موجهة يمكنها ضرب منشآت استراتيجية في إسرائيل.

وفقًا للبيانات الأمنية الإسرائيلية، يتم الحصول على 10 تيرابايت من المواد كل 24 ساعة من الصور الفوتوغرافية والصور الجوية، ومليار موقع للهواتف المحمولة، ومليوني صورة من الهواتف، ونصف مليون مراسلة هاتفية ومراسلة عبر البريد الإلكتروني.

يتحدث التقييم الاستخباري الإسرائيلي أن وباء كورونا لم يوقف تكثيف أعداء إسرائيل، وواصلت حماس وحزب الله وإيران، زيادة الاستثمار في تعزيز قدراتها العسكرية، فيما كثف الجيش مؤخرًا استراتيجيته "المعركة بين الحروب" ضدها.

عند الحديث عن سوريا، يقدر الجيش الإسرائيلي أن 2021 سينعكس في سوريا على محاولة عودتها للجامعة العربية، بجانب استمرار ترميم جيشه المدمر، وخاصة أنظمة الدفاع الجوي، وستظل أجزاء كبيرة من سوريا، خاصة في الشمال، تحت السيطرة الكردية أو التركية، ولا يزال الأسد يخشى الرد على الهجمات العديدة ضد الوجود الإيراني في بلاده.

أما الساحة الفلسطينية، فإنها وفقًا للتقييم الاستخباري الإسرائيلي، تشهد مؤشرات استقرار أكثر من غيرها، بسبب مباحثات التهدئة، رغم أنها ستبقى هشة، والشكوك الإسرائيلية بنجاح الانتخابات الفلسطينية، فيما تركز المقاومة الفلسطينية في غزة على بناء قوتها العسكرية، مع التركيز على تحسين منظومة الصواريخ.