من المقرر أن تجتمع الفصائل الفلسطينية في القاهرة في الثامن من الشهر الجاري لاستكمال الحوار، في محاولة لإنجاز اتفاق يخدم الوحدة الوطنية، وينهي الانقسام، ويمهد الطريق لانتخابات فلسطينية: تشريعية، ورئاسية، ومجلس وطني، بإزالة العقبات والمطبات الدستورية والقانونية، أملًا في استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من أجل التفرغ للقضية الأساسية، وهي مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ونصرة القضية الفلسطينية.
حتى اللحظة ليست هناك صورة واضحة عما سيناقَش في حوار القاهرة من بنود ونقاط خلافية، ونحن لا نعتقد أنه يمكن حل كل المشكلات في اجتماع واحد أو حتى في سلسلة اجتماعات، وإن امتدت إلى عام كامل. ما يهمنا في حوار القاهرة هو التوافق الفصائلي الكامل على إنجاز وإنجاح الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، وإن لم تكن الانتخابات متزامنة ولكن الاتفاق عليها جميعا لا بد من إنجازه قبل البدء في التشريعية، ومن ذلك على سبيل المثال لا بد من تعديل المادة 36 بند 5 من قانون الانتخابات لعام 2007 التي تشترط على مرشح الرئاسة ما يأتي: "أن يلتزم بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وبوثيقة إعلان الاستقلال، وبأحكام القانون الأساسي"، وسبق أن طالبت بهذا التعديل، وللأهمية كررت هذا الطلب لأن قانون الانتخابات للجميع وليس لمنظمة التحرير، ولا لفصيل معين، كما أن الموافقة على هذا البند تعني الموافقة على اتفاقية أوسلو والاعتراف بشرعية الاحتلال على ثلاثة أرباع الوطن، وهذا مرفوض جملة وتفصيلا.
لا بد من التأكيد أن الفصائل التي ستجتمع في القاهرة لا تمثل كل الفلسطينيين، وإن كانت تمثل غالبيته، ولا تمثل كل الفصائل الفلسطينية وإن كانت تمثل غالبيتها، فهناك فصائل لم تتم دعوتها إلى الحوار، وأحزاب لا تؤمن أساسا بالعمل السياسي، ولدينا جزء لا يستهان به لا يثق بالحزبَيْن ويجب احترام كل هؤلاء، وعليه لا بد أن يتحدث كل فصيل عن نفسه وما يمثله، ولا يجوز الحديث باسم الشعب الفلسطيني الذي حُرم حقه في انتخاب قيادته لمدة 15عاما، كما أن خياره السابق لم يتم احترامه، ولذلك كل ما يطلبه الشعب هو انتخابات تعيد له حقه في تحديد من يمثله، وعدم الانقلاب على خياره مرة أخرى، مع التأكيد أننا نتمنى نجاح حوار القاهرة ما دامت فيه مصلحة لشعبنا.
في حوار متلفز مع الأخ جبريل الرجوب قال إن المنظمة تمثل تطلعات الشعب الفلسطيني في حوار القاهرة وإن الهدف من الانتخابات إيجاد نظام سياسي فلسطيني مقبول إقليميا ودوليا، وأنا أقول: إن المنظمة حاليا لا تمثلني ولا تمثل تطلعاتي ولا تمثل غالبية الشعب الفلسطيني حسب آخر انتخابات تشريعية حصلت في فلسطين، وإرضاء الأشقاء العرب والأصدقاء الغربيين ليس السبيل إلى تحرير فلسطين، ولو أن المنظمة كما قال الأخ جبريل الرجوب لما حدث الشقاق والانقسام، ولما ذهبنا إلى القاهرة، ولذلك فإن أي اتفاق على برنامج سياسي نعده خاصا بالفصائل المتوافقة عليه ولا علاقة له بكل الشعب الفلسطيني، الذي من حقه أن يختار قيادة جديدة لا يشترط أن تقودها فتح أو حماس أو أي من الفصائل المدعوة إلى حوار القاهرة، والحكمة تقتضي احترام الشعب وعقليته ومخاطبته على هذا الأساس.