حذر فصيل فلسطيني أنصاره من مخالفة قرار الالتزام بالقائمة الانتخابية التي ينوي خوض الانتخابات بها، وذلك لعدم تكرار الخسارة التي مني بها الفصيل في الانتخابات التشريعية 2006م، وأنا على يقين أن خوض ذلك الفصيل الانتخابات بقائمة واحدة والتزام أنصاره بالقرار التزامًا حديديًّا سيؤدي إلى خسارة أكبر من خسارته في 2006م، لأن قيادة الفصيل لم تفرق بين طبيعة انتخابات القائمة الواحدة وانتخابات الدوائر المتعددة التي تسببت بخسارته.
قمت بعمل دراسة بسيطة لمعرفة تأثير تعدد القوائم للحزب الواحد على النتائج التي سيحظى بها، اعتمدت في الدارسة على الأرقام في انتخابات 2006م؛ الأصوات الصحيحة للمشتركين وكذلك النتائج التي حصلت عليها كل قائمة تخطت نسبة الحسم، مع ملاحظة أن نسبة الحسم خفضت من 2% إلى 1.5%، وهذا التخفيض لم يعطِ الفرصة لأي قائمة فشلت في انتخابات 2006م لأن تكون ضمن الفائزين.
كتلة التغيير والإصلاح حصلت على 440409 أصوات وعلى 29 مقعدًا، وحركة فتح حصلت على 410554 صوتًا و 28 مقعدًا، وباقي القوائم الفائزة مجتمعة حصلت على 9 مقاعد.
في الحالة الأولى حسبت نتائج الانتخابات على أساس نظام القوائم لا المختلط كما في عام 2006م، فكانت النتيجة أن حماس حصلت على 60 مقعدًا وفتح 55 والجبهة الشعبية 6 والبديل 4 والقائمة المستقلة 4 والطريق الثالث 3، وفي الحالة الثانية افترضنا أن حماس دخلت الانتخابات بثلاث قوائم لا قائمة واحدة، وهي التغيير والإصلاح، وزعت الأصوات التي حصلت عليها كتلة التغيير والإصلاح على ثلاث قوائم دون خسارة في الأصوات، فكانت النتيجة كما يلي: قوائم حماس الثلاث 60 مقعدًا، فتح 55 وباقي الفصائل كما هي، أما في الحالة الثالثة فافترضنا أن حماس دخلت الانتخابات بأربع قوائم، نجحت ثلاث منها متخطية نسبة الحسم وفشلت واحدة مع خسارة 14800 صوت، فكانت النتائج على النحو التالي: قوائم حماس الثلاث 59 مقعدًا، فتح 56، وباقي الفصائل لم تتغير نتيجتها، ثم افترضنا أن حماس دخلت بخمس قوائم، فازت ثلاث منها وخسرت اثنتان مع خسارة 29600 فكانت النتائج على النحو التالي: قوائم حماس الثلاث حصلت على 57 مقعدًا، وفتح 58 وباقي الفصائل كما هي، ثم أعدنا الكرة مع زيادة قائمة، أي دخلت حماس الانتخابات بست قوائم مع خسارة ثلاث قوائم و 44400 صوت فكانت النتيجة أن حماس حصلت على 56 مقعدًا وفتح 59 وباقي الفصائل كما هي نتيجتها: الجبهة الشعبية 6، والبديل 4، والمستقلة 4، والطريق الثالث 3 مقاعد.
نلاحظ أن تعدد القوائم حتى لو وصل إلى (6) -كما في المثال السابق- لم "يدمر" حركة حماس وأدى إلى خسارتها بضعة مقاعد، ولكن التعدد قد يضيف لحركة حماس أو فتح أصواتًا جديدة، أولئك الذين يرفضون التصويت لقائمة معينة لأسباب تخصهم، فبدلًا من ضياع تلك الأصوات تستوعب في قائمة أخرى تناسبهم، ولذلك لا بد من فهم طبيعة نظام الانتخابات الحالي وعدم قياسه على السابق، وهذا النظام إن كان فيه ظلم لبعض الكفاءات التي قد تخسر فرصتها في الترشح؛ فالأصوات الضائعة على الكتلة أو القائمة تكون قليلة وربما عادلة أكثر من النظام السابق.