فلسطين أون لاين

​في "الولجة".. هدم بذريعة تبعية الأرض لبلدية الاحتلال

...
بيت لحم - خاص "فلسطين"

في الوقت الذي كان فيه المواطن حامد أبو تركي أحد سكّان قرية الولجة شمال غربي بيت لحم بالضّفة الغربية المحتلة يستعد للسّكن في منزله، الذي استغرق عدّة أعوام في بنائه، سبقته أنياب جرافات الاحتلال لنقل حاجته وأغراضه من منزله، لتستحلّ المكان، وتهدمه وتحوّله إلى ركام، مبدّدة حلمه وأفراد أسرته بالعيش والسّكن في المنزل، ولتحطّم آمالها التي عاشت عليها أعوامًا طويلة.

يقول أبو تركي في حديث لـ"فلسطين": إنّ بناء منزله كلّفه ما يقرب (300) ألف شيقل، وهو جاهز للسّكن، ولكنّ الاحتلال حضر إلى المنزل، مستبقا الإجراءات القانونية الموجودة في المحاكم، ونفّذ عملية الهدم دون أي مراعاة لما خسره وما دفعه من مبالغ، ودون الاكتراث لأحلامه بالسكن فيه وأطفاله.

ولا يعتبر منزل أبو تركي الوحيد الذي هدمه الاحتلال في الولجة، بل هدمت جرافات الاحتلال أربعة منازل أخرى في البلدة، من بينها منزل لعائلة حميدة، كان أفراده السّبعة يقطنونه منذ عدّة أعوام.

ويقول صاحب المنزل نبيل حميدة لـ"فلسطين": إنّ العائلة تمكنت من بناء هذا المنزل، بعد سنوات من المعاناة، لافتاً إلى أنّها حقّقت حلمها بالسّكن بمنزل جديد، ولكنّها لم تكن متوقعة أن ينفذ الاحتلال تهديداته بهدم المنزل.

ويشير حميدة إلى أنّ عائلته مكونة من سبعة أفراد، من بينهم أربع طفلات أصغرهن في الصّف الأول الابتدائي، باتوا الآن دون منزل يأويهم.

ويقول: إنّ الهدم جاء بعد أيام قليلة من قرار محكمة إسرائيلية تنفيذ عملية هدم للمنزل بشكل فوري، بذريعة أنّ المنزل يقع في أراضٍ تتبع بلدية الاحتلال في القدس.

ويبين أنّ محكمة الاحتلال رفضت منح أيّ استئناف للحكم الذي أصدرته، فيما واجهت القوّة العسكرية التي حضرت لهدم منازل المواطنين بعنف كبير، عندما حاولوا الاعتراض على عملية الهدم التي تمّت، وهدّدوا بقصف المنزل بالصواريخ إن لم ينسحب المواطنون من محيطه.

ويلفت إلى أنّ المؤلم في ذريعة الهدم التي سوقتها ما تسمّى "الإدارة المدنية" الإسرائيلية، أنّ الهدم يأتي لوقوع المنزل في أراضٍ تتبع بلدية الاحتلال في القدس، وهو أمر يعتبره المواطن حجّة واهية لتنفيذ عملية الهدم، حيث تقع الأرض ضمن مناطق مصنّفة ضمن قرية الولجة التابعة لمحافظة بيت لحم، وتقع خارج منطقة جدار الفصل العنصري.

ويعبّر حميدة عن استغرابه من تبعية أراضٍ في الضّفة الغربية لبلدية الاحتلال، لافتا إلى أنّ الأمر حجّة يبرّر الاحتلال من خلالها عمليات الهدم الجارية بحقّ الأملاك الفلسطينية في القرية.

ويشير المواطن محمد نيروخ شقيق صاحب أحد المنازل لـ"فلسطين" التي جرى هدمها في الولجة إلى أنّ الاحتلال بعمليات الهدم هذه، يعتقد أنّ السّكان سيرحلون عن أراضيهم، ويستطرد في حديثه بالقول: "الفلسطيني لن يرحل، حتّى لو اضطر للسكن تحت زيتونة".

ويؤكد نيروخ أنّ سلطات الاحتلال واهمة، إنّ فكرت أنّ الفلسطيني سيترك أرضه ومنزله أو بلاده لصالح المستوطنين والمخططات المختلفة.