فلسطين أون لاين

اللقاحات واستمرار نظرية المؤامرة

الخرافات والخزعبلات حول فيروس كورونا منذ ظهوره حتى اليوم في ازدياد مستمر، والسبب الرئيس -وليس الوحيد- فيها حسب اعتقادي هو "حب الظهور وكسب المتابعين و"الإعجابات" في عصر النت ومواقع التواصل الاجتماعي مع وجود جماهير غير واعية ولا تكلف نفسها بالبحث عن مصادر موثوقة للمعلومة.

كل يوم نشاهد مجموعة من الفيديوهات التي يتحدث أصحابها عن مخاطر اللقاحات للوقاية من فيروس كورونا، وكل منهم يدعي أنه متخصص ومؤهل للحديث في هذا المجال، منهم الأمريكي ومنهم الفرنسي والبلجيكي وغيرهم من ذوي العيون الملونة والشعر الأصفر، ولكننا نلاحظ أن ما يقولونه تكرار لما قاله غيرهم، فهناك حملة من الأكاذيب تتكرر على ألسنتهم حرفيًّا، أي أنهم مجرد ناقلين للأكاذيب وليسوا المصدر الأول للكذبة، ولكن همهم الظهور وكسب الإعجابات لا أكثر. إحدى "الأخصائيات" تقول إن اللقاح يحتاج إلى عدة سنوات قبل اعتماده وهذه معلومة صحيحة وأكدتها منظمة الصحة العالمية ولا تتعارض مع تقصير المدة الزمنية ما دامت تخضع اللقاحات للتجارب والفحص والمراقبة المستمرة، ولكن المدعية أضافت جملة من الأكاذيب وهي زعمها بأن هذه اللقاحات تسبب السرطان والعقم ولكن شيئًا من هذا لا دليل عليه، وخاصة أن اللقاحات جديدة ولم تمضِ أسابيع على تجربتها ضمن نطاق ضيق، ولهذا لا بد أن نسأل عن "الدليل" على كل ادعاء نسمعه فلا نصدقه بكل بلاهة وسذاجة.

أدهشني ما حدث في ألمانيا، إذ سُحبت شهادات أطباء شاركوا في تضليل الناس وشارك بعضهم في المظاهرات ضد قرارات الحكومة القاضية بالتزام إجراءات الوقاية والسلامة حتى لا يستغلوا شهاداتهم العلمية في تضليل الجمهور الألماني. أحد الأطباء المنكرين للمرض توفي بسبب كورونا فأعلنت الجهات المختصة تفاصيل تلك الحالة رغم مخالفتها للقانون الألماني، وذلك للحد من انتشار الشائعات ولمحاربة مروجيها، ونحن بدورنا لا بد لنا من محاربة الشائعات بكل طريقة ممكنة ومشروعة.

إلى حين وصول اللقاحات وتوزيعها داخل فلسطين وظهور بوادر انفراج في الجائحة، لا بد من التزام التباعد واستخدام الكمامات والمعقمات والغسل المتكرر للأيدي حيث لزم، وكذلك التزام قرارات الجهات المختصة فيما يتعلق بالحركة والتنقل والشيء الأهم عدم نقل الخرافات والخزعبلات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى في الشارع الفلسطيني.