شهد عام ٢٠٢٠م تقدم (إسرائيل) في علاقاتها الخارجية على المستوى الدولي، والإقليمي. علاقات دولة الاحتلال الخارجية مع أمريكا تقدمت كثيرًا في عهد ترامب، وباتت دولة الاحتلال هي المقرر الرئيس في هذه العلاقات. قامت أمريكا بتوظيف مصالحها مع دول العالم، وبالذات مع الدول العربية لتحقيق مصالح (إسرائيل)، لقد خرج ترامب على سياسة أمريكا التقليدية التي تمسك بها أسلافه، لصالح (إسرائيل) فاعترف بمغربية الصحراء الغربية مقابل تطبيع المغرب علاقته الثنائية مع (إسرائيل)، وقد جاء موقفه هذا مخالفًا أيضًا لسياسة الاتحاد الأوروبي، الذي بادرت بعض دوله لطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن.
كان السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب بحسب القائمة الأمريكية، وبتطبيعه العلاقات مع (إسرائيل) بطلب من أمريكا خرجت السودان من القائمة، وهذا يثبت أن أمريكا لديها جاهزية للتخلي عن مواقفها الخارجية التقليدية في علاقاتها مع الدول لصالح دولة الاحتلال.
هذه بعض نجاحات (إسرائيل) في مجال العلاقات الدولية والإقليمية، وفي مقابل ذلك نفشل إذا ما حاولنا رصد نجاحات للسلطة الفلسطينية في مجال العلاقات الدولية والإقليمية. بل العكس بين ظاهر، حيث لم تعد السلطة شريكا مرغوبا فيه في المملكة ودبي والبحرين والخرطوم والرباط وربما القاهرة أيضا، بل هي عضو غير مرغوب به في الجامعة العربية، لا سيما بعد تخليها عن رئاسة الدورة الحالية للجامعة، هذا وتراجعت مدخولات السلطة من المنح المقدمة من الدول العربية، وكذا الغربية، وبالذات الأمريكية.
عوامل فشل السلطة في باب العلاقات الإقليمية رغم العروبة، والقومية، وعدالة القضية لا يرجع لقوة الضغط الأمريكي الإسرائيلي فحسب، بل يرجع أيضا لانعدام ثقة الدول العربية بسياسة محمود عباس، حيث شعروا بأن مناوراته عبء عليهم.
ربما كانت القضية برمتها تمثل لبعض الدول العربية عبئا، ولكن سياسة عباس نفسها تمثل عبئا أثقل من أعباء القضية، القاهرة والرياض جافت السلطة، وخرجت السلطة من دبي احتجاجا على دور دحلان، ولم تستطع السلطة بناء علاقة متقدمة مع إيران، ولم تتمكن من توظيف خصومة تركيا مع (إسرائيل) لصالح فلسطين، وظلت حركة وزارة الخارجية التي يرأسها المالكي تسير ببطء وبلا حيوية، حيث لم تسجل هذه الوزارة أدنى اختراق سياسي في عام ٢٠٢٠ م، بل سجلت أكثر من تراجع في أكثر من مكان.
كبرى الدول الإسلامية تتجه لتطبيع العلاقة مع (إسرائيل) ولم نسمع عن أدنى محاولة للسلطة لعرقلة هذه التوجهات ومنع حدوثها، ولا تكاد تجد زيارة واحدة لإندونيسيا وباكستان، ولا تسمع أن السلطة أرسلت لهم رسائل تشرح أضرار تطبيع العلاقة مع (إسرائيل) على القضية، وضرورة ربط ذلك بزوال الاحتلال، والتزام (إسرائيل) القرارات الدولية.
هذا وحتى دعوة السلطة لمؤتمر دولي لرعاية المفاوضات وتطبيق القرارات الدولية كانت دعوة دبلوماسية باردة لرفع العتب، حيث لم نلاحظ أدنى عملية تسويق لإنجاح هذه الدعوة، الخارجية الفلسطينية لم تلتقِ مع ممثلي الدول الكبرى، ولا مع دول الاتحاد الأوربي، ولا مع الدول المرشحة لهذا المؤتمر سوى دولة روسيا. عام ٢٠٢٠م كان عام فشل فلسطيني في مجال العلاقات الدولية والعربية بغض النظر عن قوة الخصوم ومصالح المطبعين.