اقتحم عشرات المستوطنين أمس الأربعاء باحات المسجد الأقصى المبارك، وأدوا طقوساً تلموديةً في ساحاته بمساندة قوات الاحتلال، في حين منع الاحتلال عمال الأقصى من تنظيف المنطقة الشرقية من المسجد، كما هاجم مستوطنون سيارات الفلسطينيين بالحجارة في منطقة نابلس، وفي منطقة سلفيت واصل المستوطنون اعتداءاتهم ومطاردتهم لرعاة الأغنام، في أثناء وجودهم في المراعي المفتوحة، بمحاذاة منطقة الرأس شمال غرب سلفيت، وتكررت الاعتداءات في مناطق أخرى مثل: رام الله، والخليل، وغيرهما.
الاحتلال الإسرائيلي يقوم بحملة منظمة وممنهجة تستهدف الكل الفلسطيني داخل فلسطين، حيث لم يسلم الأسرى الفلسطينيون من اعتداءاتهم والتضييق عليهم، وكذلك زادت الجريمة المنظمة والموجهة من جانب المحتل الاسرائيلي داخل المناطق المحتلة عام 1948 ضد الفلسطينيين ما دفع بالسكان إلى الخروج في مظاهرات منددة بالشرطة وأجهزة الأمن الإسرائيلي التي ساهمت بشكل أو بآخر في سقوط عشرات الضحايا لجرائم إطلاق نار لم يتم الكشف عن أي من مرتكبيها، وفي غزة والقدس جرائم الاحتلال لا تتوقف للحظة.
التغول الإسرائيلي على سكان فلسطين جاء نتيجة أسباب واضحة، أولها التطبيع العربي الوقح الذي عده اليهود تخليا كاملا عن الشعب الفلسطيني، وكيف لا وبعض خونة الإمارات يرحبون بجيش الاحتلال الذي يستهدف الفلسطينيين ومقاومتهم، أما السبب الثاني فهو عودة العلاقات بين السلطة والمحتل الإسرائيلي دون شروط، واكتفاء السلطة بالتنديد الشفهي بالجرائم الإسرائيلية، وقد يكون أحد أهداف "إسرائيل" من التصعيد ضد الفلسطينيين هو مشكلات ليكون حلها ثمنا للمزيد من تعاون السلطة مع نسيان تام لصفقة القرن والجرائم ضد القدس والمقدسات الفلسطينية، أما السبب الاهم فهو تغييب المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.
عملية إطلاق النار التي نفذها قبل أيام ابن بلدة قباطية الشهيد محمود عمر كميل في مدينة القدس قد تكون عنوانا للمرحلة القادمة، لأن الغضب الذي حرك الشهيد كامن في قلب كل فلسطيني، ولذلك لا نستبعد أن نرى الأحرار يتحركون لمحاربة مظاهر التشوه التي أصابت الأماكن المقدسة بفعل المحتل والمستوطن والمطبع الخائن الجبان.
"إسرائيل" ذاهبة إلى انتخابات جديدة وهذا دليل قاطع انها تعيش في حالة غير مسبوقة من الفوضى، ودليل على أن عمليات التطبيع غير مقنعة للناخب الإسرائيلي، فجيش الاحتلال لم يوفر الأمن للشعب الإسرائيلي وما زال الخوف يسكنهم وأنظارهم تتجه إلى غزة ليس لغزوها وإنما خشية مما قد يخرج لهم منها، لذلك لم يعد شعب المحتلين يثق بنتنياهو ولا بغيره وأوضاعهم ستمضي من سيئ إلى أسوأ، ونتمنى على السلطة أن تغتنم الفرصة وتكف عن مطاردة سراب السلام.