فلسطين أون لاين

تعطل "مغسلة" الشفاء بسبب "الكهرباء" ينذر بانتشار الأوبئة

...
غزة - نسمة حمتو

ما لم يخطر في الحسبان أن تمعن أزمة الوقود في ضررها البالغ إلى درجة أن تطول مغسلة الأغطية التي يستخدمها المرضى يوميًّا في مجمع الشفاء الطبي، فالمخيف في هذه الأزمة أنها تدخل في أدق التفاصيل على الصعيد الصحي، حتى أنها باتت قادرة على تهديد قسم حيوي يتمثل في "المغسلة"؛ فتوقفها عن العمل يعني تلوث الأقسام وغرف العمليات كافة، بل ربما انتشار الأوبئة والأمراض بين المرضى والمرافقين.

مغاسل "الشفاء" أحد الأقسام التي تكاد تندرج في ثنايا كارثة مرتقبة؛ فتعطلها عن العمل لا يقف عند حد توقف العمليات الجراحية وغرف العناية المركزة والحضانات عن تقديم الخدمة المطلوبة فحسب، بل ثمة خطب يعرف تفاصيله جيداً من يعايشون هذا الوضع القاتم.

تعطل الأجهزة

يقول رأفت حمدونة المدير الإداري والمالي في مجمع الشفاء الطبي لمراسلة فلسطين: إن انقطاع التيار الكهربائي يؤثر سلبًا في قسم الغسيل، موضحًا: "زيادة عدد ساعات "القطع" يُؤثر كذلك في الأجهزة ويؤدي إلى تعطلها".

ولفت إلى أن قسم الغسيل من أبرز الأقسام الحيوية في المستشفى ولا يمكن الاستغناء عنه؛ محذرًا من أن تعطل المغسلة أو توقفها عن العمل يُؤدي إلى مشاكلَ صحية كبيرة لدى المرضى.

وقال حمدونة: "هناك أنواع من الغسيل نعتمد عليها في المستشفى منها غسيل الدم في كشك الولادة والعمليات القيصرية، وهذا القسم خاص بالمفارش الملوثة بالدماء ويستلزم عناية خاصة عند الغسيل".

أما النوع الثاني كما يقول حمدونة؛ وهو الغسيل العادي للمفارش التي يبيت عليها المرضى بشكل يومي، أما الثالث فهو الغسيل "الموبوء"؛ وهو يتعلق بالمرضى المصابين بأمراض معدية كالتهاب الكبد الوبائي أو غيره من الأمراض المعدية.

وكانت وزارة الصحة قد حذرت من توقف العديد من خدماتها الصحية الحيوية، بسبب عدم توفر الوقود لمولدات مرافق الوزارة الصحية، والتداعيات الخطيرة لأزمة الكهرباء الحالية في القطاع.

وأضاف حمدونة: "عند توقف المولدات عن العمل أو فصل الكهرباء بشكلٍ مفاجئ ننتظر ساعة كاملة لعودة هذه الغسالات إلى العمل، وتوقف هذه المغاسل يعني كارثة كبيرة لا سيما في أقسام العناية المركزة".

وأوضح أنه يوجد في المستشفى ما يزيد على 850 سريرًا؛ وكل سريرٍ له مَفارش خاصة تغسل 6 مرات يوميًا، مشيرًا إلى أن الملاءات والمفارش يتم تغييرها ثلاث مرات يوميًا وهو ما يتطلب جهدًا إضافيًا.

وأشار حمدونة إلى أنه لا يوجد مخزون كافٍ لدى وزارة الصحة من هذه المفارش لتسد الحاجة عند تعطل المغاسل.

وأضاف: "عدم غسيل المفارش واستخدامها بشكل متكرر يسبب انتشار الأوبئة في كل الأقسام، ما قد يحدث نتائج كارثية على المرضى والمرافقين".

وتابع: "إضافة إلى هذه المشكلة؛ فإن محطة تحلية المياه تتعطل بشكلٍ يومي وهو ما يؤثر بشكل سلبي في عمل المغسلة".

من ناحيته قال أيمن السحباني الناطق الإعلامي باسم مجمع الشفاء الطبي: "وصلنا في المستشفى إلى نقطة الصفر؛ واضطررنا إلى تقليص بعض الخدمات وهو ما زاد العبء بشكل كبير على المرضى".

وأضاف: "قسم الغسيل من أكثر الأقسام حيوية في المجمع ولا نستطيع الاستغناء عنه نهائيًا؛ يكفي أنه يعمل لصالح حضانة الأطفال وغرف العمليات وغسيل الكلى والطوارئ وفي كافة الأقسام".

وتابع: "هذا القسم يحتاج بشكل دائم للكهرباء على مدار الساعة وفي حال عطل أحد المولدات الكبيرة أو توقفه عن العمل من الممكن أن يُودي بحياةِ العشرات من المرضى لا سيما في أقسام العناية المركزة وغرف العمليات".

وأشار السحباني إلى أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي يتسبب في تعطيل المغسلة الوحيدة في مستشفى الشفاء؛ إذ تحتاج إلى قطعٍ غير متوفرة وتتطلب وقتًا كبيرًا لتركيبها.

وأضاف: "تخيلوا حجم الضرر المترتب على التأخر في الغسيل بأقسام الولادة والجراحة والباطنة في مجمع الشفاء، من شأن ذلك أن يوقف خدمة العمليات العاجلة والطوارئ ويهدد القطاع الصحي ككل".

وتعد أزمة الكهرباء في غزة جزءًا من الإستراتيجية العقابية التي كان رئيس السلطة محمود عباس، قد توعد بها القطاع قبل نحو أسبوعين.