قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. حنان عشراوي: إن التضامن مع شعبنا، يجب أن يخرج من قوالبه القائمة على الشعارات والاحتفالات، إلى حيز التنفيذ الفعلي على الأرض، عبر ترجمته لخطوات عملية وملموسة، جاء ذلك في يوم التضامن مع شعبنا الفلسطيني الذي يوافق الذكرى 73 لقرار التقسيم الذي مكن العدو الإسرائيلي وأضاع فلسطين، وفي السياق ذاته طالبت قيادات في منظمة التحرير الخروج من إطار الأقوال والشعارات إلى إطار الأفعال وفرض الحقائق على الأرض.
الأصل أن تكون ذكرى قرار تقسيم فلسطين يوم غضب فلسطيني على المحتل والمجتمع الدولي وليس يوم استجداء المتآمرين ومطالبتهم بتنفيذ أسوأ قرار اتخذوه في حق فلسطين والشعب الفلسطيني، لا يمكن أن يكون مربع انطلاقتنا هو الاعتراف للمحتل بثلاثة أرباع الوطن ومطالبة العالم بمساعدتنا في التمكين على الربع الباقي، بالمختصر ما يحدث هو مهزلة لم تكن لتحدث إلا لإذعان منظمة التحرير الفلسطينية للإرادة الدولية ولأهواء قيادات فلسطينية قضت عمرها في ملاحقة السراب والأكاذيب الإسرائيلية.
المجتمع الدولي لا يستمع إلى منظمة التحرير الفلسطينية لأنه يعلم أنها لا تمثل كل الشعب الفلسطيني، ولا يريد المزيد من المفاوضات مع جهات لا تمثل أكثر من 40% من الشعب الفلسطيني في الداخل وأقل من ذلك بكثير من الشعب الفلسطيني ككل، أي أن منظمة التحرير لا تملك القوة لتفاوض أو حتى لتسمع صوتها للمجتمع الدولي.
إن كانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حريصة على القضية الفلسطينية وتسعى إلى نقل النضال الفلسطيني من منزلة الشعارات والأقوال إلى منزلة الأفعال عليها أن تتعاون في إنهاء الانقسام وتجديد الشرعيات لكل المؤسسات الفلسطينية بالذهاب إلى انتخابات عاجلة من أجل إيجاد قيادة تمثل كل الشعب الفلسطيني وكل أطيافه في الداخل والخارج، أي أن المطلوب ترتيب البيت الداخلي بدلا من استجداء المجتمع الدولي الذي لا يستمع إلى صوت الضعفاء ممن لا يملكون أي ورقة ضغط. من يريد أن يمثل الشعب الفلسطيني عليه إن يمتلك الكثير من أسباب القوة؛ عسكريا وسياسيا وشعبيا، ودون ذلك سيستمر اللهاث خلف السراب.