"مي وملح".. شعار لمعظم فعاليات التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، وذلك لأن الشائع عن الإضراب أن الأسير يتناول خلاله المياه مع الملح، لكن هذا الشعار، بغض النظر عن رمزيته، يحمل معلومة مغلوطة لا بد من تصحيحها، وهي أن الأسرى، منذ عام 2004، يتناولون المياه فقط دون الملح، ذلك لأن الاحتلال يمنعه عنهم في فترات الإضراب لكي يجبرهم على إنهائه.
منع الملح كان حاضرًا بالطبع في إضراب "الحرية والكرامة" الذي يخوضه أكثر من 1500 أسير في سجون الاحتلال منذ السابع عشر من إبريل المنصرم.
يقول الأسير المحرر محمود مرداوي: إن مديرية السجون تبحث، في اللحظات الأولى للإضراب، عن وسائل لكسره، ومن أجل ذلك تسلك عدّة مسالك، منها الدخول على الخط الإعلامي، وشنّ حرب نفسية على الأسرى، بالإضافة إلى محاولة التأثير عليهم بشكل مباشر.
ويضيف لـ"فلسطين": "في الإضراب الأخير مثلا، تحدث الاحتلال عبر الإعلام للعالم كله مدّعيا أن الإضراب جزء من مشكلة سياسية فلسطينية تتمثل في الخلافات بين محمد دحلان ومروان البرغوثي ومحمود عباس، ثم تحدّث عن الأمر ذاته رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بنفسه، وفي ذلك رسائل للمجتمع الدولي والرأي العام العالمي"، متابعا: "لهذا الحديث الإعلامي بُعد آخر، وهو الحرب النفسية، ففيه رسالة موجهة للأسرى مفادها أنكم تحققون أهدافًا سياسية عبر أمعائكم الخاوية".
ويوضح مرداوي: "أما الضغط بشكل عملي ومباشر على الأسرى فيكون بالتأثير على المضربين وقدرتهم على مواصلة الإضراب من خلال منع الملح عنهم، لكي يتناولوا المياه فقط، وهذا له تأثير في ناحيتين".
ويلفت إلى أن منع الملح عن المضربين أسلوب انتهجه الاحتلال منذ عام 2004 لتعطيل الإضرابات.
ويشير إلى أن الملح يفيد الأسير المضرب من زاويتين، أولهما الجانب الصحي، والآخر مساعدته على الاستمرار.
وبحسب مرداوي فإن "الجسم يتكيف مع ما يدخل إليه، ويبدأ بالتأقلم مع الحالة الجديدة التي يمر بها، ويستقر بعد ثلاثة أيام تقريبا، وحينها ويصبح الجسم متوازنًا، وهذا بالطبع يكون في الحالة الطبيعية من الإضراب، ولكن غياب الملح حالة استثنائية يتغير بفعلها وضع الأسير".
ويبّن: "الملح يمنع تعفن الأمعاء، وهذا من الناحية الصحية، ومن جانب آخر هو يدفع الجسم لطلب الماء، وبالتالي يساعد الأسير على الاستمرار في إضرابه لفترة أطول، ويزيد من قدرته على التحمل، لأن الجسم يتوقف بعد فترة من الإضراب عن تقبل المياه بمفردها".