فلسطين أون لاين

تقرير 8 أعوام على "حجارة السجيل".. المقاومة الفلسطينية أكثر قوةً وتنظيمًا

...
صورة أرشيفية
غزة/ محمد أبو شحمة

لم تمضِ سوى ساعات عدة على اغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي نائب قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام أحمد الجعبري، في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2012، حتى بدأت المقاومة بقصف المدن والبلدات المحتلة.

ومن تلك المدن التي وصلتها صواريخ المقاومة "تل أبيب"، ومدينة القدس المحتلة، ليعلن الاحتلال بعدها عملية عسكرية ضد قطاع غزة استمرت 8 أيام، واصلت فيها المقاومة قصف البلدات المحتلة بـ 1573 قذيفة صاروخية.

واستشهد خلال العدوان 162 مواطناً، وأصيب نحو 1300 آخرين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، في حين قتل 6 إسرائيليين (عسكريان، و4 مدنيين)، وجرح 240 آخرون.

وأكد المحلل في الشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة أن أداء المقاومة في معركة "حجارة السجيل" شكل أداء غير مسبوق في مختلف الميادين في أثناء المعركة التي استمرت 8 أيام.

وقال أبو زبيدة لصحيفة "فلسطين": "برهنت المقاومة الفلسطينية للعالم أن غزة لن تقبل أن يُعتدى عليها وتبقى مكتوفة اليدين".

وذكر أن من أبرز عوامل نجاح المقاومة في معركة "حجارة السجيل"، امتصاص وتدارك المقاومة الفلسطينية للضربة الأولى باغتيال الجعبري، ووحدة الصف المقاوم والرد المشترك على الجريمة والعدوان.

وأوضح أن المقاومة فاجأت جيش الاحتلال من خلال الأسلحة الجديدة المتمثلة في صواريخ بعيدة المدى التي ضربت "تل أبيب" والقدس لأول مرة في تاريخ المقاومة الفلسطينية مع تواصل إطلاق الصواريخ بوتيرة متصاعدة طوال أيام العدوان، إضافة للكثافة النارية المنسقة في وقت واحد.

وأشار إلى أن الاحتلال فشل عبر غاراته الجوية في استهداف غالبية منصات الصواريخ ومجموعات المقاومة التي تطلقها، وذلك من خلال الإعداد المسبق والمحكم من المقاومة للمعركة، التي جعلت الاحتلال يتخبط ولا يجد أهدافا عسكرية فاعلة للمقاومة يضربها.

وبين أن إعلام المقاومة قدم عملًا بطوليًا لا يقل أهمية عن عمل المقاومة العسكرية على الأرض، وكان له دور مهم في تحقيق المقاومة الفلسطينية الإنجازات من خلال بث صور ومقاطع مصورة لعمليات المقاومة التي دمرت الروح المعنوية للإسرائيليين ورفعت الروح المعنوية للفلسطينيين.

ورأى أبو زبيدة أن المقاومة استخلصت الدروس والعبر من المعركة، وطورت البنية العسكرية لقواتها لتصبح نظامًا متكاملًا من حيث القيادة والسيطرة والأدوات والتنظيمات العملياتية واللوجستية الداعمة، والبنى التحتية اللوجستية والدفاعية والهجومية؛ لا سيّما بناء شبكة الأَنْفاق، إضافة لبناء أنظمة دفاعية استخبارية وأنظمة اتصال وتكنولوجيا معلومات.

وأكد أبو زبيدة أن المقاومة نجحت في تطوير قدراتها التصنيعية العسكرية لتصبح منتجة لمنظومة الصواريخ بمديات مختلفة قريبة واستِراتيجِيَّة، وأسلحة فردية وأنظمة إلكترونية لخداع أنظمة "الدفاع الجوي الإِسرائيلي والطائرات المسيّرة".

واتفق المحلل السياسي عبد الله العقاد مع سابقه أن المقاومة بعد معركة "حجارة السجيل" واغتيال القائد الجعبري، لم توقف تراكم قوتها وزيادة معرفتها القتالية منذ أن بدأت مرحلة الإعداد للتحرير، وذلك مع بناء منظومة للمقاومة وأذرعها جميعا.

وقال العقاد لصحيفة "فلسطين": المقاومة تجمعها الآن غرفة عمليات مشتركة محل عناية واعتبار الجميع، "وقد أصبحت أقرب ما يكون لمجلس عسكري أعلى".

وأضاف: "دون شك إن غياب القائد الجعبري كان ضربة قوية، ولكنّ بناءه الذي أرسى دعائمه كان لمثل هذه الضربات".

وخلص إلى أن الجعبري ترك مؤسسة عسكرية خلفه تتحدى غطرسة الاحتلال، كما ترك "رجالاً أشداء" للمواجهة في جميع الميادين.