قال السفير الإماراتي لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة خلال مشاركته في لقاء لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إن الشارع العربي وخصوصا الشباب غير مكترث بالصراع مع " إسرائيل" أو حل الدولتين، بل اهتمام الشباب العربي بحل القضية يقل أكثر فأكثر مع بروز قضايا أكثر أهمية مثل ارتفاع تكاليف الحياة والفساد وفرص التوظيف، وأكد أن القضية الفلسطينية تأتي في المرتبة السابعة في سلم أولويات الشباب العربي.
ما الذي ينتظره الشارع العربي والفلسطيني من شخص مثل يوسف العتيبة وقد باع دينه وعروبته حتى يصبح مجرد مستشار لخدمة الأمن القومي الإسرائيلي؟ لو نزل هذا الشخص إلى الشارع وصادف مجموعة من الشباب العربي سواء في أمريكا أو مصر أو القدس فإنه لن يجد سوى الشتائم والصفع وربما يجد ما هو أسوأ من ذلك.ولكن من وراء حجب وفي حضرة اليهود والحراسات فإنه يقول ما يشاء من أكاذيب وتفاهات تزيد من حقد الشارع العربي عليه وعلى من يشغله.
يوسف العتيبة اعترف بحقيقة الواقع العربي وما يشغل الشباب من فساد للأنظمة وارتفاع لتكاليف الحياة والبطالة التي تضرب أطنابها، ولكنه لم يذكر ان دولته كانت السبب الرئيس في تدهور الشارع العربي بعد دعمها كل دكتاتور وعميل في الوطن العربي، وبعد مساهمتها في قمع الثورات العربية ونشر الرذيلة والفساد بكل أشكاله، ومع ذلك فإن هذه الأوضاع السيئة تدفع الشباب إلى البحث حل للخروج من وحل الإمارات والمتآمرين على الوطن العربي. قناعة الشعوب العربية بضرورة تحكيم شرع الله لتخلص من كل هذه الابتلاءات ازدادت اكثر من أي وقت مضى، وكلما اشتدت الأزمات تعززت تلك القناعة، وأصبح الشارع العربي أقرب إلى التغيير والثورة، وكذلك فإن التطرف الذي تشهده المنطقة ونحن نرفضه هو نتيجة طبيعية لضخامة المؤامرة على الإسلام والمسلمين، ونتيجة طبيعة للردة التي تعاني منها بعض الأنظمة العربية، وإن كانت بعض المنظمات المتطرفة صناعة غربية وعربية.
حل الدولتين ليس في المرتبة السابعة بالنسبة للشباب العربي بل هو غير وارد من الاساس، حيث لا مكان لدولة الاحتلال "إسرائيل" في مخيلة الشباب العربي والفلسطيني، ولكن القضية الفلسطينية وهدف تحرير فلسطين من البحر الى النهر، وإزالة كل أنظمة التطبيع ومنها الإمارات هي أسمى وأولى غايات الشباب العربي، وسوف يعيش يوسف العتيبة مرحلة التغيير إن كتبت له بعض السنين من العمر إن شاء الله.