فلسطين أون لاين

خاص عمرو: الاحتلال يُرسِّخ التقسيم الزماني للأقصى مستغلًّا "كورونا"

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ فاطمة الزهراء العويني

حذّر عضو الهيئة الإسلامية العليا والباحث في شؤون القدس الدكتور جمال عمرو، من أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترسخ لعملية التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، مستغلة انشغال العالم بجائحة كورونا والانتخابات الأمريكية.

وقررت سلطات الاحتلال بشكل مفاجئ أمس منح المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى نصف ساعة إضافية في اقتحامات الفترة المسائية لتصبح ما بين الساعة 12:30 حتى الساعة 2:00 بدلاً من الساعة 1:30.

وقال عمرو لـ"فلسطين": إن هذا القرار المفاجئ والمنفرد بزيادة الفترة الزمنية التي يسمح فيها للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى "رسالة أن الاحتلال مَنْ يحدد الزمان بخصوص الأقصى".

وأضاف أن سلطات الاحتلال لا تلقي بالاً للموقف العربي فاتخذت هذا القرار دون إبلاغ الأوقاف الإسلامية بالقدس به في إطار سعيها لتكريس التقسيم الزماني.

وأشار إلى أنه في الوقت الذي تفرض فيه تلك السلطات الغرامات الباهظة جدًا على المرابطين والمصلين الفلسطينيين الذين يؤمون الأقصى بذريعة عدم التزامهم الإجراءات الوقائية من كورونا، يغض الطرف عن المستوطنين المستمرين في اقتحاماتهم للمسجد دون اتخاذ إجراءات الوقاية.

ونبه إلى إصدارها قرارا بتوحيد الزي بين المستوطنين وحراسهم المقتحمين للأقصى ليسهل تمييزهم عن المصلين المسلمين وحراس المسجد، "ولإلقاء الطمأنينة في نفوسهم، وتصبح أمورهم أكثر تنظيمًا ما يرسل رسالة بأن الاحتلال هو مَنْ ينظم الأوضاع في الأقصى شكلاً ومضموناً".

ولم تكتفِ سلطات الاحتلال بذلك، بل أصبحت تعتقل، وفقاً لعمرو، أي مصلٍّ فلسطيني أمام باب الرحمة لحظة اقتحام المستوطنين للمسجد، عادّا أن هذه أول خطوة ذات مغزى تشابه ما يحدث في الحرم الإبراهيمي الشريف على طريق وضع اليد على جزء من الأقصى.

وبين الخبير المقدسي أن الاحتلال يستهدف بالمقام الأول السيطرة على بابَي الرحمة والتوبة لكونهما يفضيان إلى خارج الأقصى دون اضطرار المستوطنين للدخول في الأزقة المكتظة للبلدة القديمة مروراً بباب المغاربة.

وأضاف: "ما يعني أنهم خلال ساعتين يستطيعون اقتحام الأقصى والخروج منه بكل سلاسة، كما أن باب الرحمة هو النقطة الأقرب لقبة الصخرة التي يدعي الاحتلال أنها "مكان يهودي".

ويشير إلى أن الاحتلال ما زال منزعجا من "هبة باب الرحمة" التي أجبرته على افتتاحه بعد 16 عامًا من الإغلاق ويحاول بكل الطرق السيطرة عليه، قائلاً: "فهناك أتربة حول باب الرحمة كان تم استخراجها من المصلى المرواني عند افتتاحه للصلاة يدعي الاحتلال أنها (اتربة مقدسة) من عهد "الهيكل الثاني"، المزعوم.

وقال: "هذه الأتربة تنتشر على قرابة 8 دونمات حيث يتمرغ فيها المستوطنون في أثناء اقتحاماتهم كطقوس من أساطيرهم الدينية، وبناء على ذلك يمنعون الفلسطينيين من الوجود فيها في أثناء عمليات الاقتحام ليؤدوا طقوسهم بكل حرية".

وأشار إلى أنهم يدعون أن باب الرحمة بناه النبي سليمان وأنه معلم يهودي، لافتا إلى ملاحظة ارتفاع في وتيرة الاقتحامات مؤخرًا في ظل انشغال العالم كله بالانتخابات الأمريكية".