عندما سُئل الرئيس اللبناني ميشيل عون في أحد المؤتمرات الصحفية عن الاتجاه الذي سيسير فيه اللبنانيون إذا لم يتفق السياسيون المنقسمون أجاب قائلا: طبعا إلى جهنم.
رغم الانتقادات التي وجهت حينها إلى الرئيس اللبناني، ورغم التفاعل الساخر في مواقع التواصل الاجتماعي من إجابته فإنه كان محقا مئة بالمئة، وإجابته لا تنطبق فقط على لبنان بل على غالبية الدول العربية ومنها فلسطين لأن الظروف في بلادنا متشابهة، والقواسم المشتركة كثيرة، منها: حكام بلا شرعية، ومسؤولون يقدمون مصالحهم الشخصية على مصالح الوطن، ومواطنون على حافة اليأس، ولا يتفاعلون بشكل صحيح أو جاد مع قضاياهم السياسية والاجتماعية ولا حتى الصحية، وهذه الظروف بالتأكيد ستؤدي بالشعوب إلى جحيم الدنيا وبغالبية المسؤولين إلى جحيم الآخرة.
أنا لم أتصور أن يستمر الحصار على قطاع غزة طيلة هذه السنوات، ولا أتصور أن تنقطع الأدوية ومسحات فحوصات كورونا في هذه الظروف القاسية فضلا عن الاحتياجات الحياتية الضرورية لأكثر من 2 مليون إنسان في قطاع غزة، أنا أستغرب وليس في يدي حيلة ولكن ماذا عن الذي يستطيع تقديم العون والمساعدة العاجلة لقطاع غزة؟ لماذا لا يتحركون؟ لماذا لا يتحرك قادة فلسطين وزعماء العرب والمسلمين الذين يساندون الشعب الفلسطيني وقضيته؟
المسؤولون هم أسرع الناس ذهابا الى الجحيم والله أعلم، لأن الواحد فيهم _إلا من رحم الله_ يعتقد ان المسؤولية تعني ترتيب أوضاعه الشخصية، بالحلال وبالحرام وبكل وسيلة ممكنة، ومثل هؤلاء يعنيهم استمرار الانقسام والفرقة، ويخشون المصالحة لتعارضها مع مصالحهم وقد تكشف فساد بعضهم، اما الشعب فلا قيمة لهم عندهم وقد غيبوه وتركوه يصارع الحياة كمن لا ظهر ولا سند له، ولو لم يكن هؤلاء بيننا لما كان الانقسام والتشرذم والتيه الفلسطيني.
المسؤول الأول عن معاناة شعبنا هو الاحتلال، ولكن يزيدها ما ذكرته من عدم تحمل المسؤولية كما يجب من جانب القيادة الفلسطينية، وهناك متسبب آخر بمفاقمة المعاناة وهو المواطن المستهتر وغير المتفاعل بشكل صحيح مع ما يدور حوله ، كأن يواجه كورونا بمقولة: "ربنا بستر" ولا يلتزم أيًّا من إجراءات السلامة والوقاية من هذا الوباء، وللعلم من لا يلتزم حماية نفسه وغيره من فيروس كورونا هو مجرم يستحق العقاب.