قضية الإعاقة واحدة من القضايا الحقوقية المهمة التي تشغل حيزًا كبيرًا من اهتمام كل المجتمعات، حيث تشكل نسبة لا بأس بها من مجموع السكان.
ومن المعلوم أن جائحة كورونا ألقت بظلالها بشكل كبير على هذه الفئة المجتمعية، ويجب ألا يقتصر التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة في جائحة كورونا على متابعة الحالات المحجورة فقط، بل لا بد من التعامل مع باقي الحالات الموجودة داخل المنازل لتجنيبهم تفاقم المعاناة.
وفي هذا الصدد من المؤكد أن جائحة كورونا أثرت على عمل مؤسسات التأهيل في قطاع غزة، خاصة أن العالم كله يعاني المشكلة نفسها، ما أثر على التمويل في فلسطين وذهاب المؤسسات الدولية للعمل في البلدان الأخرى، ما زاد من معاناتهم.
ومن متابعتي برنامج إدارة بيانات الأشخاص ذوي الإعاقة، حتى تاريخ 20/9/2020م وصل أعداد ذوي الإعاقة في محافظات غزة إلى 52,916 شخصًا من ذوي الإعاقة, أي بنسبة 2.9 % من إجمالي سكان القطاع, وهم في أمس الحاجة لخدمات التأهيل لأن غالبيتهم من الفقراء والأشخاص ذوي الدخل المحدود وبحاجة للمساعدة لإعادة تأهيلهم وتمكينهم وإعادة دمجهم في المجتمع.
توزيع الأشخاص ذوي الإعاقة والنسبة المئوية
وقبل بدء عرض توزيع الأشخاص حسب المحافظات ونسبهم المئوية يجب الإشارة إلى أنه منذ 2012م لم ينفذ مسح ميداني شامل للأشخاص ذوي الإعاقة بعملية شاملة حسب التصنيفات المعمول بها دوليّاً أو حتى محليّاً، ما أثر سلباً على معرفة الكثير عن حياة الأشخاص ذوي الإعاقة (أعدادهم الحقيقية، وأنواع الإعاقات، والفئة العمرية، النوع، والاحتياجات، والخدمات المقدمة لهم من مؤسسات التأهيل)، الأمر الذي زاد من معاناة الباحثين والدارسين والمؤسسات الوطنية والدولية العاملة في مجال الإعاقة والتأهيل للوصول إلى المعلومة الحقيقية عن واقعهم.
كانت غزة أعلى المحافظات في التعداد حيث سجلت15,661 بنسبة 29.6%، وتلتها محافظة شمال غزة حيث سجلت 12.920 بنسبة 25.2%، ثم محافظة خان يونس حيث سجلت 10.694 بنسبة 20%، وتلتها المحافظة الوسطى حيث سجلت 7.748 بنسبة 14%، ثم محافظة رفح حيث سجلت 5.893 بنسبة 11.2%.
· بلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة حسب النوع في محافظات قطاع غزة حتى 20/9/2020م: الذكور 29.363 أي بنسبة 55.5 % والإناث 23.553 بنسبة 44.5 %.
· بلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة الأقل من 18 عاماً من الذكور 6.716 شخصاً بنسبة 22.9%، وبلغ في الفئة العمرية أكبر من 18 عامًا من الذكور 22.647 شخصًا بنسبة مئوية 77.1 %، علماً أن النسبتين تنتميان لذوي الإعاقة من الذكور.
· بلغ عدد الأشخاص ذوي الإعاقة الأقل من 18 عامًا من الإناث 5.145 شخصًا بنسبة 21.8 %، وبلغ في الفئة العمرية أكبر من 18 عامًا من الإناث 18.408 أشخاص بنسبة 28.2%.
إعاقات متنوعة أرقام وإحصاءات
· عدد الإعاقات الرئيسة المختلفة حسب النوع في محافظات قطاع غزة حتى 20/9/2020م 61.901 إعاقة مختلفة لجميع أنواع الإعاقات، منهم 29.363 من الذكور بنسبة 55.5%، وبلغ عدد الإناث 23.553 بنسبة 44.5 %.
· عدد الأشخاص الذين يعانون صعوبة في الإبصار من الذكور 5.393 شخصًا بنسبة 10.2 %، يقابلهم من الإناث 4.375 شخصًا بنسبة 8.3 %.
· عدد الأشخاص الذين يعانون صعوبة السمع من الذكور 4.030 من الذكور بنسبة 7.6 %، يقابلهم من الإناث 3.034 شخصًا بنسبة 6 %.
· عدد الأشخاص الذين يعانون صعوبة في النطق من الذكور 3.534 شخصًا بنسبة 7%، يقابلهم من الإناث 2.286 شخصًا بنسبة 5 %.
· عدد الأشخاص الذين يعانون صعوبة في التحرك من الذكور 15.039 شخصًا بنسبة 28.5%، يقابلهم من الإناث 13.328 شخصًا بنسبة 25.2 %.
· عدد الأشخاص الذين يعانون سلوكًا غريبًا من الذكور 1.583 شخصًا بنسبة 3%، يقابلهم من الإناث 924 شخصًا بنسبة 1.7%.
· عدد الأشخاص الذين يعانون نوبات من الذكور 438 شخصاً بنسبة 0.85%، يقابلهم من الإناث 283 شخصاً بنسبة 0.55%.
· عدد الأشخاص الذين يعانون صعوبة في التعلم من الذكور 3.610 أشخاص بنسبة 7 %، يقابلهم من الإناث 2.640 شخصًا بنسبة 5%.
· عدد الأشخاص الذين يعانون عجزًا آخر من الذكور 814 شخصًا بنسبة 1.6 %، يقابلهم من الإناث 590 شخصًا بنسبة 1.1%.
توصيات واقتراحات
من هنا وتعقيباً على الأرقام والإحصائيات الواردة في الورقة بات من المؤكد أن هذه الأرقام تحتاج إلى خدمات حقيقة تلبي ولو الحد الأدنى من حقوق هذه الفئة.
ونؤكد أن الخدمات التي تقدم للأشخاص ذوي الإعاقة في وجود كورونا، والمتمثلة في المعقمات والمنظفات والكمامات والخدمات الوجاهية كخدمات العلاج الطبيعي والوظيفي والأدوات المساعدة وخدمات النطق واللغة والحفاظات والحليب، لا تلبي سوى 5% من الخدمات الأساسية.
على صعيد آخر وفي هذه الأوضاع الصعبة التي يعيشها أبناء شعبنا نؤكد ضرورة تفعيل قانون حقوق المعوقين رقم 4 لعام 1999م، والعمل بما جاء في الاتفاقية الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة، ومواءمة الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة داخل المنازل وأماكن الحجر لتناسب احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، وتقديم خدمة ذات جودة حقوقية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفير الأدوات المساعدة في مراكز الحجر ومستشفيات العزل التي يوجد بها أشخاص ذوو إعاقة، وتقديم العون والمساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة من طريق المنحة القطرية والمساعدات الإنسانية التي تقدم للمواطن الفلسطيني، وعدّ شريحة الأشخاص ذوي الإعاقة جزءًا لا يتجزأ من شرائح المجتمع المختلفة، وتحقيق الأمن والأمان للأشخاص ذوي الإعاقة ولذويهم، وتحسين حياتهم.