عاد آلاف الطلبة في المرحلتين الإعدادية والثانوية إلى مدارسهم، أمس، بعد تعطلها بسبب جائحة كورونا التي تفشت داخل قطاع غزة في أغسطس/ آب الماضي، وأعلن بسببها إعلان حالة الطوارئ.
وتخللت إجراءات عودة الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية خطوات وقائية مشددة بعدما التزم الطلبة بارتداء الكمامة الطبية، وسط تباعد ملحوظ بين الزملاء والمدرسين.
وعبّر الطالب علي الجعفراوي من طلبة مدرسة خليل الوزير بمدينة غزة، عن سعادته بالعودة إلى مقاعد الدراسة بعد توقف طويل، مؤكدًا التزامه بكل إجراءات الوقاية والسلامة التي دعت إليها وزارة التربية والتعليم في نشراتها ومن خلال المدرسين.
وقال الجعفراوي لصحيفة "فلسطين": معظم الطلاب افتقدوا المدارس ولقاء الأصدقاء وأصابهم الملل بسبب بقائهم في المنزل، بالإضافة إلى أن التعليم الإلكتروني صعب "لذلك فإن التعليم وجهًا لوجه مع الأساتذة هو الأفضل".
وذكر الطالب في الصف الثامن الإعدادي أن جميع الطلبة يحرصون على ارتداء الكمامة والالتزام بالتباعد وغسل الأيدي باستمرار، لافتًا إلى أن هذا نابع من حرصهم على وقاية أنفسهم، وعدم الإصابة بفيروس كورونا لتبقى العملية الدراسية مستمرة.
ووصف أستاذ التربية الدينية في ذات المدرسة فيصل القصاص، أجواء عودة الطلبة بـ"الجميلة"، لافتًا إلى أن المدرسة حرصت على تشكيل لجنة طوارئ، وعملت على استقبال الطلبة، وقياس درجة حرارة الطلبة وتوزيع الكمامات على من لم يُحضرِها.
وأكد القصاص لصحيفة "فلسطين" أن اليوم الأول شهد التزامًا كبيرًا جدًا من الطلبة على ارتداء الكمامة وتعقيم الأيدي، وقد استكملت المدرسة دورها من خلال إرشاد الطلبة في أول حصة دراسية على أهمية إجراءات السلامة.
وأكد مدير مدرسة خليل الوزير عبد الحليم صيام، أن المدرسة اتخذت كل الإجراءات الخاصة بالوقاية والسلامة العامة للطلبة والأساتذة.
وأوضح صيام أن الطلبة وُزِّعوا على مرحلتين، من خلال تقسيم عدد الطلبة في المدرسة البالغ عددهم ألف طالب إلى قسمين.
وذكر لصحيفة "فلسطين" أن تقسيم الطلبة لنصفين (ثلاثة أيام دوام في الأسبوع)، منبهًا إلى أن خروج الطلبة للاستراحة ينقسم على فترتين؛ لضمان التباعد الاجتماعي، وتقليل الاختلاط.
ولفت إلى أن الطلبة استلموا الكتب، ومنذ اليوم الأول للدراسة بدأ الأساتذة معهم بالدراسة من بداية المنهج المعتمد، مشددًا على أن التعليم الإلكتروني هو مساند للتعليم الوجاهي، وليس أساسيًّا، وليشغل الطالب وقته في الأيام التي لا يأتي فيها إلى المدرسة.
إجراءات مرضية
ولا تختلف الحال كثيرًا في مدرسة (بدر الأساسية للبنات) في حي الشجاعية، والتي شهدت إجراءات وقائية مشددة، نالت إعجاب الطالبة جود رجب في الصف التاسع، التي لاحظت اهتمامًا كبيرًا من مدرِّساتها والمديرة وكل العاملات في المدرسة.
وعبَّرت رجب لصحيفة "فلسطين" عن سعادتها بالعودة للدراسة بعد انقطاع دام أشهر، مؤكدة أنها ستعمل كل ما يلزم من أجل استمرار الدراسة من داخل المدرسة وليس عبر التعليم الإلكتروني الذي كان صعبًا، وليس بمقدورها المتابعة من خلاله مع جميع المعلمات.
وبيّنت أن حضور عدد من الشخصيات الاعتبارية إلى المدرسة جعل جميع الطالبات يشعرن بمدى أهمية الالتزام بالواجب عليهن اتباعه، خاصة أن الشخصيات التي تواجدت للمدرسة فيها ممثلون عن الوزارة، المخاتير، أولياء الأمور وغيرهم.
وكانت وزارة التربية والتعليم العالي بغزة قد أعلنت استئناف الدراسة لطلبة الصفوف من السابع وحتى الحادي عشر في المدارس الحكومية بمحافظات غزة، وذلك ضمن المرحلة الثانية من العودة الآمنة للمدارس.
وبدأت المرحلة الأولى في العاشر من أكتوبر بعودة (36) ألف طالب وطالبة بالثانوية العامة إلى مدارسهم، كمرحلة أولى.
وتستند تجهيزات الوزارة على بروتوكول صحي ودليل إجرائي للعودة الآمنة للدراسة.
وشملت تجهيزات الوزارة تنظيف وتطهير الغرف الصفية، والمقاعد، والأبواب، والنوافذ، والساحات، والممرات، والمباني المدرسية، ووضع إرشادات صحية وإشارات للتباعد، وكيفية استقبال الطلبة، ودخولهم للفصول، إضافة إلى تجهيز خطة تعليمية في المنهاج والتدريس.
خطة متدرجة
وتفقد وفد من وزارة التعليم والمجلس التشريعي الفلسطيني ورؤساء البلديات وممثلين عن أولياء الأمور والمجتمع -أمس- عملية استئناف الدراسة في مدارس مديريتي خانيونس والوسطى.
وهنأ وكيل وزارة التربية والتعليم د. زياد ثابت الطلبة والمجتمع بعودة الدراسة وقال: "ننفذ خطة متكاملة للعودة الآمنة للدراسة، حيث بدأنا المرحلة الأولى الخاصة بالثانوية العامة واليوم المرحلة الثانية للصفوف من السابع حتى الحادي عشر".
وشدد ثابت، في بيان، أمس، على أن الالتزام بالإجراءات الوقائية والصحية هو العنوان لاستمرار الدراسة بالوضع الطبيعي، داعيًا الطلبة والطواقم التدريسية وأولياء الأمور إلى الاستمرار بالتزام الإجراءات الصحية والوقائية، التي نشرتها الوزارة في المدارس وصفحات المدارس ووسائل التواصل الاجتماعي.
وخلال الزيارة أشاد وفد المجلس التشريعي باستئناف التدريس، وإجراءات وزارة التعليم المتبعة، في سبيل توفير بيئة مدرسية، وجو تعليمي تربوي، وصحي آمن في المدارس.
من جهته، أكد مدير التعليم في محافظة خان يونس أ. سعيد قديح خلال الجولة التي نفذها برفقة مدير دائرة الإشراف التربوي بالوزارة د.إبراهيم رمضان، أن العملية التعليمية تسير وفق إجراءات السلامة، والوقاية الصحية، وتطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا.